حتى الآن، مازال الكثير من الجماهير البحرينية يتحدثون عن مباريات منتخبنا في الدور الأول ببطولة كأس آسيا المقامة في قطر. نقاشات لا تنتهي عن “السيناريو التراجيدي” الذي وقع ضحيته الأحمر، بكل ما يحمله من أوجه للتحليل والتأويل والتنظير، سواء للمتصيدين أو المؤيدين، كل يغني على ليلاه في تفسير الأحداث والوقائع!
ولكن هل يمكن تغيير شيء مما حدث؟ وهل المحصلة التي حصدها منتخبنا الوطني من مشاركته حتى هذه اللحظة سيئة إلى هذا القدر الذي يدفعنا للتباكي أو التناحر في هذا المعترك الآسيوي الكبير، الذي حصلت فيه أمور لا يمكن وضعها في خانة السلبيات، ومنها على سبيل المثال التأهل لدور الـ 16 بعد تصدر المنتخب مجموعته الصعبة التي تضم كوريا وماليزيا والأردن؟!
البعض سيقول إن منتخبنا لم يظهر بشكل جيد، وإنه فاز بشق الأنفس وبهدية من نشامى الأردن، وأنا سأقول حسنا، ألم تكن تتوقع أن منتخبنا لن يصعد للدور الثاني أصلا، وكنت تتنبأ بأنه سيخسر أمام الأردن وماليزيا، وأن مدربه الأرجنتيني أنطونيو بيتزي لا يعرف شيئا؟!
ما رأيك أن منتخبنا خالف توقعات المتشائمين والمحبطين، وصعد إلى ثمن النهائي بعد فوزه على ماليزيا والأردن، وسوف يقابل المنتخب الياباني في دور الـ 16 بكل شجاعة وبسالة في مواجهة خاصة جدا، تحمل في طياتها ثأرا لن ينسى حتى بعد مضي 20 سنة على موقعة بكين، التي شهدت نزالا تاريخيا بين منتخبنا ونظيره الياباني في نسخة كأس آسيا العام 2004، في الدور نصف النهائي، حيث انتهت المواجهة بفوز اليابان بنتيجة 4/3، وتوجت باللقب في تلك البطولة.
البعض سيقول إن الفارق شاسع بين منتخب البحرين في 2004 وبين منتخب النسخة الحالية، وأنا أتفق معهم تماما، فذلك الجيل كنت قريبا منه ومرافقا له في العديد من البطولات والمباريات، وأعرف تماما أنه حقق إنجازات غير مسبوقة للكرة البحرينية، لعل أبرزها وصوله للمركز الرابع في كأس آسيا، وحصوله على المركز 44 في تصنيف الفيفا، وخوضه مباراة الملحق المونديالي أمام نيوزيلندا التي خسرها بطريقة أغرب من الخيال، فيا عزيزي المتشائم “بلاش نتكلم في الماضي.. الماضي دا كان كله جراح.. وما دمت في حبك أنا راضي.. حندور ليه على شيء راح!”.