العدد 5584
الأحد 28 يناير 2024
banner
الزلزال العراقي والدرس الكوري!
الأحد 28 يناير 2024

عندما فاز العراق على اليابان في الجولة الأولى من بطولة كأس آسيا، حدثت أكبر مفاجأة في البطولة، فقد كانت الترشيحات تصب في غالبيتها لصالح “الساموراي” الذي وجد نفسه أمام “أسود” لم تمهله الوقت الكافي ليعيد ترتيب أوراقه المبعثرة، حتى بدا الفريق الأزرق طوال المباراة في سباق مع الزمن ليعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، حسب الخطة المرسومة في العاصمة طوكيو.
لكن “الزلزال” العراقي، كان أسرع من أن تلتقطه مجسات استشعار المنتخب الياباني، الذي فعل كل شيء ممكن في عالم كرة القدم لينجو من السقوط الحتمي أمام بطل العام 2007 المقبل إلى الدوحة بنشوة نصره الأسطوري في خليجي البصرة، والذي أعاد إلى الكرة العراقية بريقها وأمجادها بعدما عصفت بها خيبات الأمل؛ بسبب الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد.
كان لدى العراقيين دافع وإصرار على الفوز، وكان لدى اليابانيين خطة وإمكانات لتحقيق الفوز، وبعد 95 دقيقة مثيرة نجح في صنع عنصر المفاجأة، وبادر بالتسجيل في الدقيقة 5 من عمر المباراة، قبل أن يعزز تقدمه بهدف ثان في الدقيقة 45، فيما قلص الياباني إيندو النتيجة بتسجيله هدفا في الدقيقة 93 لكنه تأخر كثيرا، ولم يسعفه الوقت ليصحح ما عجز عن فعله طوال اللقاء.
ما حدث أشبه ما يكون بنزال في حلبة، استطاع العراقيون تسديد لكمة قوية إلى اليابانيين الواثقين من إمكاناتهم واستعداداتهم، ومطمئنين من فعالية أدواتهم وأسلحتهم، لكنهم تفاجأوا بكتيبة لم تعطهم المجال للنيل منهم ودافعوا عن حظوظهم حتى النهاية، ما أجبر “الكمبيوتر” الياباني لاستخدام أقصى طاقته؛ ليعوض فارق النتيجة غير المتوقعة بعدما باغتته رأسية أيمن حسين الذي أحسن استغلال الفرصة الأولى وتعامل معها، كما لو أنها الفرصة الأخيرة!
لقد خاض منتخبنا الوطني أفضل مبارياته أمام كوريا الجنوبية، لكنه خسرها بثلاثة أهداف لهدف، ولو أنه أحسن استغلال الفرص أمام المرمى لربما سارت الأمور بطريقة مختلفة، وهذه الخسارة يمكن أن تكون درسا مفيدا لمنتخبنا في مباراته المقبلة أمام اليابان، خصوصا وأن المنتخبين يعتبران من مدرسة واحدة، تعتمد على السرعة، ومن المفترض أن الجهاز الفني للأحمر بقيادة الأرجنتيني بيتزي استفاد كثيرا من التجربة الكورية لتحضير اللاعبين للمواجهة المصيرية المقبلة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .