العدد 5581
الخميس 25 يناير 2024
هكذا تولد الأساطير
الخميس 25 يناير 2024

لا تولد الأساطير من العدم، ولا تخلد الأسماء في بطون التاريخ، إذا لم تنجز فعلا استثنائيا يكون مضربا للأمثال ومنارة تضيء طريق الصامدين في وجه الأمواج العاتية، يقاومون الظروف الصعبة على متن سفينة خشبية تنخر عباب المنافسة برغبة حقيقية وأمنيات صادقة في خلق واقع مغاير عما تنسجه مخيلة المحبطين والمتشائمين.


بشعلة الأمل والتفاؤل يتلاشى الظلام الدامس، وتصبح الطرق واضحة للعيان، وعندها لا تكون الخطوات عاجزة عن الحراك، أو مرتبكة من المجهول، وهكذا فعلت منتخبات صغيرة في عالم كرة القدم، كان المتوقع لها أن تطرد من ملاعب الكبار في ظرف بسيط من الزمن، قبل أن تثبت العكس، وتصمد في وجه الطوفان، ولعلنا نتذكر الأساطير الأغريقية القديمة التي نفض عنها منتخب اليونان في العام 2004 غبار الزمن، عندما توج ببطولة أمم أوروبا التي تساقط عمالقتها كقطع (الدومينو) أمام منتخب لم يكن في جعبته غير فكرة فلسفية واحدة، هي قهر المستحيل!


وما هو المستحيل الذي ينتظر منتخبنا الوطني لكرة القدم في بطولة كأس آسيا، التي تفرش الدوحة لها سجادة حمراء، ويغدو كل اللاعبين المشاركين مع منتخباتهم في القارة الصفراء، نجوماً ينظر إليهم أكثر من 4 مليارات ونصف من البشر، على أنهم الحكاية التي بدأت في 12 يناير الجاري وسوف تنتهي في 10 من فبراير المقبل، وحينها سيكون بطل واحد يتربع على عرش القارة الأكثر ازدحاما بالناس!


إنه استحقاق العزيمة والإصرار، أكثر من أي شيء آخر، فالمعنويات المرتفعة والطموحات العالية، والرغبة الحقيقية في إثبات الذات، عوامل قد تعوض القصور والنقص في النواحي الأخرى، مثل المستوى الفني والاستعداد القوي ونوعية الأسماء التي تمثل المنتخبات، وأي شخص يتابع كرة القدم يدرك تماما، هذه الحقيقة، التي من شأنها أن تحرف مسار النتائج إلى ناحية أخرى تكون فيها المفاجأة سيدة الموقف.


بالتوفيق لمنتخبنا الوطني في مباراته المهمة أمام نظيره الأردني، وإن شاء الله تكون النتيجة كما يتمناها الجمهور البحريني الوفي، الذي زحف إلى الدوحة لمؤازرة أحمره البهي، وإن لم يكن مقنعا حتى الآن.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية