لا أعلم ما الجريمة التي ارتكبتها بدفاعي عن مدرب المنتخب الوطني لكرة القدم انطونيو بيتزي، والتي طالبت الجماهير البحرينية بالصبر وعدم التعجل في إطلاق الأحكام عليه، والتوقف عن السب والقذف والشتم الذي لا يعبر أبدا عن أخلاقنا وشيمنا العربية الأصيلة؟!
لم أدع أنه أسطورة عصره وزمانه، ولم أعدد إنجازاته الفريدة مع منتخبنا الوطني، فحتى الآن لا يوجد إنجاز يذكر لبيتزي معنا، إنما أقول فقط إن منتخبنا في البطولة الحالية خسر مباراة أمام كوريا الجنوبية وفاز في مباراة أمام ماليزيا، وهو قريب من التأهل لدور الـ 16 بكأس آسيا حتى وإن خسر مباراته الأخيرة في دور المجموعات أمام الأردن وفق حسابات الصعود!
ما أود أن أقوله بصدق، أن العديد من المدربين الجيدين لا تظهر نتائجهم بسرعة، بعضهم يحتاج إلى الوقت الكافي قبل أن ينجح في إيجاد ضالته بتحقيق الأداء والنتائج المرجوة، فهل في ذلك خطأ أو تظليل أو تخدير أو أي فعل من الأفعال التي يتهمني بها بعض المنفعلين ممن لم يرق لهم رأيي ووجهة نظري؟!
في الواقع، أنا لا أعرف بيتزي شخصيا لأدافع عنه، وحتى الآن لم ألتق معه وجها لوجه، ولكن يهمني أمر هذا المدرب تحديدا لأنه في الوقت الحاضر مدرب لمنتخب بلدي، وأستشعر من خلال تواصلي مع المحيطين بالمنتخب الوطني ممن يتعاملون معه بشكل يومي، أن الرجل يعمل بجد وإخلاص ولديه رغبة حقيقية في تطوير أداء الأحمر وتحقيق النتائج المرضية للشارع الرياضي، ولعل فرحة بيتزي بهدف النجم علي مدن أمام النمور الماليزية في الدقيقة 96 تلخص ما يعيشه من ضغوطات نفسية كبيرة، إلى درجة أنه انفجر فرحا هستيريا وكاد يذهب إلى احتضان حكم الراية من فرط السعادة!!
هذا السلوك العفوي يعكس لنا ما يعيشه الرجل من وضع نفسي صعب، وكذلك حال اللاعبين، وعلينا أن نتوحد خلف المنتخب ومدربه؛ لأنهم يحملون آمالنا وطموحاتنا، وإن كان الأداء والنتائج ليست بمستوى الطموح، فإننا نأمل ونتمنى أن يفاجئنا الأداء أمام الأردن، وفي بقية المباريات القادمة، لأن العارفين بكرة القدم يدركون تمامًا أن الانسجام والترابط والهوية تحتاج إلى استقرار فني لفترة كافية.. فهلا صبرتم قليلا؟