لو كانت عبارات التحبيط وتكسير المجاديف مجدية للتشجيع والمؤازرة ورفع معنويات المنتخب الوطني لكرة القدم ومدربه الأرجنتيني أنطونيو بيتزي، لكنت أول من قام بهذا الفعل الشنيع، لكنني مدركا تمام الإدراك أن زيادة الضغوط ونصب المشانق والترهيب من الخسارة هو المولد الأول للطاقة السلبية والانهزامية والخوف من المجهول!
أتذكر تفاصيل كثيرة لبطولات ومباريات حاسمة حضرتها للمنتخب الوطني، وكنت أرى خلف الكواليس كيف يعجز اللاعبون عن تحريك أقدامهم في بعض المباريات؛ لأنهم متأثرون بعنفوان وأحلام الشارع الرياضي الذي يدفعهم في بعض الأحيان إلى تحمل عبء نفسي فوق طاقتهم، يؤثر فيما بعد على أدائهم الحركي، وهذه مشكلة عانى منها اللاعب البحريني وربما لا يزال؛ بسبب الشحن العاطفي الذي يفقده السيطرة على تركيزه، وبالتالي لا يظهر بالشكل المطلوب، على الرغم من أنه استعد لهذه المواجهة بشكل جيد.
ولا أدري هل القذف والسب والتجريح الذي تعرض له المدرب بيتزي من قبل بعض الجماهير المنفعلة، هو دافع نفسي يرفع من معنويات لاعبي منتخبنا الوطني أم يحبطهم ويضعهم تحت ضغط وعدم يقين بقدرة المدير الفني الذي يقودهم في هذا الاستحقاق الآسيوي؟!
لنتحدث بصراحة ونبتعد عن العبثية في النقاشات الفضفاضة، منتخبنا الوطني يعيش فترة انتقالية بقيادة الأرجنتيني بيتزي، الذي تم التعاقد معه من جانب الاتحاد البحريني لكرة القدم في يوليو 2023 لقيادة الأحمر في كأس آسيا والتصفيات المؤهلة لكأس العالم، وفي الفترة الماضية يبدو أن المدرب لم يجد ضالته حتى الآن، وربما يحتاج إلى وقت أطول، وربما لن يجدها نهائيا.. أليست هذه الاحتمالات الثلاثة موجودة؟!
حسنا، لقد مضى الآن على وجود بيتزي مع الأحمر 6 أشهر، وهو يخوض في الوقت الراهن أول اختبار جدي، ومازال موجودا في الملعب، ولم يغادر المنافسة، لذلك علينا عندما نحاسبه أن ننتقده ونلومه في الفترة التي يتحمل مسؤوليتها، ولا نلقي عليه اللائمة في كل شيء سلبي تعيشه الكرة البحرينية وأنديتها الوطنية، التي تواجه تحديات كبرى على مستوى الاستمرار، وليس التطور!
ختاما، أنا مثل سائر البحرينيين، لست راضيا عن أداء المنتخب مع بيتزي، لكنني واقعي، وأحاول قدر الإمكان أن أكون منصفا ومسؤولاً إذا ما أطلقت الأحكام على الآخرين، فالكلمة مثل الرصاصة، عندما تخرج لا تعود مرة أخرى!