العدد 5578
الإثنين 22 يناير 2024
banner
بيتزي لا يفكر كما نفكر!
الإثنين 22 يناير 2024

لا تعجبني تلك الكلمات التهجمية التي يطلقها البعض على المدربين (غبي، مايفهم، مخه فاضي، ما يفكر)، وغيرها من التعبيرات، التي يبدو أن المدرب الأرجنتيني انطونيو بيتزي واجه الكثير منها منذ قيادته منتخبنا الوطني لكرة القدم، وعدم تحقيقه النتائج التي يتطلع لها الجمهور البحريني الطموح، الراغب في رؤية منتخب بلاده متألقا في الاستحقاقات الخارجية، وهو مطلب مشروع وكلنا نطالب به. ولكن دعونا نفكر بصوت عال: هل تعتقدون أن المدرب بيتزي أول مرة يقوم فيها بالتدريب، أو أنه مبتدئ ولا يتمتع بسمعة جيدة في مجال كرة القدم؟
وهل يعقل أن يكون متعمدًا هذا التراجع، أو غير مبال في تحقيق طموحاتنا كجماهير نشجع الفريق الذي يشرف عليه، أم إنه مازال بحاجة لوقت أكثر حتى يتعرف على واقع الكرة البحرينية ومستويات لاعبيها؟
هل استلم منتخبا قويا جاهزا، ولم يستطع أن يقوده بشكل صحيح، هل استنفذ جميع فرصه، وهل تمكن أصلا من معرفة جميع اللاعبين في البحرين، وخاض معهم بطولات ومباريات، وتابع نسخة واثنتين من الدوري المحلي؟
كل هذه الأسئلة علينا أن نقلبها في عقلنا، قبل أن نستغرق بأحلامنا ونعتقد أننا منتخب الأرجنتين، فقط لأن مدربنا من هذه الجنسية!
نحن نعلم جيدًا، إمكانات لاعبينا، وقدراتهم، وتقدم العمر ببعض منهم، وهناك مساعدون لبيتزي في الجهاز الفني جنسيتهم بحرينية ويعرفون تماما إمكانات اللاعبين، ومن المفترض أنهم نقلوا صورة متكاملة للأرجنتيني، ولكن هذا الأخير بعظمة لسانه قال إنه اختار الأفضل في التشكيلة التي يشارك بها في كأس آسيا، وبالتالي هو من سيتحمل المسؤولية!
ولكن المؤكد أن المسؤولية الكبرى ليست بطولة كأس آسيا، فالتعاقد مع بيتزي من جانب الاتحاد البحريني لكرة القدم لم يكن بهدف الفوز بكأس آسيا، وإنما التأهل إلى مونديال العام 2026.
وبالتالي، فإن بيتزي لا يفكر بهذه البطولة كما نفكر بها نحن، هو يريدها أن تكون اختبارًا وفرصة لتجربة أفكاره التدريبية والتكتيكية على اللاعبين، ولكنه وجد نفسه في ذات الوقت مطالبا بتحقيق نتائج إيجابية، خصوصا بعد الظهور المتواضع في المباريات التي سبقت البطولة الآسيوية، وبالتالي بدأ الضغط يزداد على الجميع، وفي مقدمتنا بيتزي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .