العدد 5580
الأربعاء 24 يناير 2024
banner
مسندم ثغر عماني يحتضن المضيق
الأربعاء 24 يناير 2024


من منا لا يعرف محافظة مسندم العمانية، القلعة الشامخة وحاضنة مضيق هرمز، الشريان الحيوي الذي يعد من أكثر الممرات المائية الدولية أهمية في العالم، والبوابة الشرقية لحركة التجارة والملاحة من وإلى الدول المطلة على الخليج العربي، فهي الثغر العماني الباسم الأنيق. من منا لا يعرف الربان والسفير والوزير أحمد بن النعمان الكعبي أول مبعوث عربي إلى الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا وغيرها، عبر السفينة سلطانة، والذي ترجع أصوله لمسندم، حيث تعلم اللغتين الإنجليزية والفرنسية، وامتهن المحاسبة في العراق.
وقبل أيام ونظرا لأهميتها الاستراتيجية، قام جلالة السلطان هيثم بن طارق بزيارة هذه المحافظة والالتقاء بالمواطنين "برلمان عمان المفتوح" في كل شبر من أرض سلطنة عمان إيمانا من جلالتِه بأهمية الاستماع المباشر للمواطنين وما يطرحونه من رؤى ومقترحات تسهم في تنمية محافظاتهم وتطويرها والتماس احتياجاتهم، ولدفع الحركة الاقتصادية والتنموية. وخلال اللقاء المفتوح تفضل جلالة السلطان فوجّه بتنفيذ عدد من المشروعات التي تحتاج إليها المحافظة، سكنية وتجارية وصناعية، فلا شيء يشبه محافظة مسندم إلا موقعها المهم، واليوم ستزداد جمالا ورونقا بافتتاح الطريق البحري الذي يربط مدنها مع المدن العمانية الأخرى، وأيضا بعد الانتهاء من المشاريع العملاقة التي وجه جلالته بإقامتها سريعا. كانت مسندم جوهرة وستظل جوهرة من جواهر عُمان بمواطنيها وجبالها وسفنها وسواريها، وفنونها وعاداتها، واستثمار موقعها، وتأكيد السلطان بزيارتها مرة أخرى هو تأكيد لأهميتها وبشارة خير لهذه المحافظة وكل من عليها. حقا ازدانت محافظة مسندم بالمقدم الميمون للمقام السامي، وبالزيارة السامية التي سيكون لها ما بعدها من جهود تنموية ينعكس أثرها على أبناء المحافظة تجاريا وسياحيا وفق رؤية عمان 2040.
إنَّ مسيرة النهضة العمانية المتجددة تسير وفق رؤية حكيمة ونيرة، ولقاءات جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم مع المواطنين من أعيان وشيوخ ووجهاء المحافظات والاستماع لهم وجها لوجه، عادة توارثها سلاطين عمان.
كما تأتي الزيارة إيمانا من جلالة السلطان بأن تنمية الأوطان لا تقتصر على الحكومات فقط، بل أيضاً على القطاع الخاص كشريك عليه التزامات تجاه هذه المحافظة والارتقاء بها.
فمن لا يعرف تاريخ محافظة مسندم، فعليه قراءة كتب التاريخ والاطلاع على الجغرافيا، فهي جزء من التاريخ العماني العريق والبراق كالشمس التي تشرق على أرض هذه البلد قبل باقي البلدان، كما أن الزيارة تكريس لمد جسور التواصل بين المحافظات العمانية من ظفار إلى حاضنة مضيق هرمز والمتعايشة مع جبالها وأمواجها الهادئة.. والله من وراء القصد.
 
كاتب ومحلل عماني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية