إن تاريخ الصحافة في مملكة البحرين عريق، إذ سبقت المملكة دول الجوار في تتويج صاحبة الجلالة، ففي العام 1939 تأسست صحيفة “البحرين” على يد الأب الروحي للصحافة البحرينية الراحل عبدالله الزايد؛ لتصبح أول صحيفة أسبوعية تصدر في منطقة الخليج العربي، واليوم واحتراما لهذا التاريخ العريق تم اختيار مملكة البحرين لتكون مقرا لاتحاد الصحفيين الخليجيين، واختيار المنامة عاصمة للإعلام العربي 2024، وما هذا إلا تكريس لرؤى عاهل البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بأن تكون بلادنا منارة مشعة، تعبر عن نفسها للمنطقة وللعالم موئلا لحرية الكلمة الصادقة والنقية، التي تعبر عن شعور الناس وعن تطلعاتهم وأمانيهم.
 هذه الثقة الخليجية والعربية، هي بمثابة التقدير والعرفان، لما خطته البحرين في هذا المضمار الحي، عبر سنوات طويلة من العمل الصادق والدؤوب والمجتهد للنهوض بالصحافة، ولمواكبة التقدم في الإعلام الجديد، الذي بات اليوم محركا فاعلا في بناء الأمم ونهضتها وتحقيق مساعيها.
 ولم تبخل البحرين طوال العقود الماضية، وعبر الصحافة الهادفة، بأن تؤدي واجبها بدعم أساسات وقضايا البيت العربي، وفي صيانة مصالح شعوب المنطقة، وصون أراضيها ومقدساتها، في تعبير حر يواجه وبحزم التحديات كافة، ويقف بكل بصيرة مع ثبات المواقف ووحدة الرأي الجامعة. لاشك أن التحديات اليوم تتخذ أشكالا أو قوالب متعددة، وهذا يتطلب خطوات جادة لتدعيم العمل الإعلامي المشترك، وخلق جسور وقنوات للتعاون والتنسيق، بالفكر والحركة، والجميع يعلم أن الصحافة الخليجية حققت نجاحات تغطي مختلف الأبعاد، وحتما سيكون لاتحاد الصحفيين الخليجيين، دور فاعل في العمل كمجوعة واحدة، والتركيز على تنسيق المواقف لخدمة الهدف الأسمى والمنشود، وهو ازدهار ونماء الصحافة الخليجية، وتعزيز قدراتها في مواجهة التحديات.