عندما نتمعن في الأحداث من حولنا نجد أننا على صفيح ساخن، فاندلاع حرب في الشرق الأوسط أمر وارد جدا، خصوصا بعد توجيه الولايات المتحدة الأميركية ضربات للحوثيين وإصرار إسرائيل على إعادة احتلال محور فلاديفيا المصري، أيضا استمرار المجازر في غزة وزيادة حدة المواجهة في الحدود اللبنانية، فكل هذه الأمور نستطيع أن نستنتج من خلالها أننا على صفيح ساخن لا نعلم إلى أين يقودنا.
بالأمس قامت إيران بقصف العراق وباكستان وسوريا، ودخلت اليمن في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية والتحالف، في حين أن الجيش المصري على أهبة الاستعداد منذ أحداث غزة.
هذه الأمور تنذرنا بكارثة قريبة إن لم يتدخل الحكماء لإيقاف ما يحدث، فتحويل الدول الكبرى الحرب للشرق الأوسط ليتسنى لهم استخدام ما يشاؤون من الأسلحة وتهديد الدول لاستنزاف مواردها وإعادة استعمارها أمر يجب علينا الانتباه له والحذر منه والاستعداد له.

إيران
نشاهد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تتعمد إشعال المنطقة، فأذرعها في اليمن ولبنان والعراق يقومون بعملهم بالشكل المطلوب، فهم لا يريدون أن يكون هناك استقرار في المنطقة، ونجد أن الحرس الثوري منتشر في هذه الدول، وأنه يدير العديد من العمليات القتالية بشكل مباشر، وهذا أمر خطير له توابع، (فلكل فعل ردة فعل).

الجيش المصري مستعد
ما يحدث في باب المندب يؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي لكن تتأثر جمهورية مصر العربية بشكل مباشر حيث إن تأثر قناة السويس بالعمليات العسكرية للحوثيين وتحويل العديد من الشركات سفنها من استخدام قناة السويس إلى استخدام باب الرجاء الصالح، ما يؤثر على اقتصاد مصر ويؤثر على الاقتصاد العالمي، حيث إن مدة الشحن تزيد وتكلفة الشحن أيضا، هذا الأمر اعتبرته مصر ضربة لأمنها القومي وتهديدا مباشرا لها، ما استوجب عليها التحذير من توابع ما يحدث في باب المندب.

إيران عقاب روسيا لبايدن
إن دعم الولايات المتحدة المطلق للجيش الأوكراني في حربه أمام الجيش الروسي فعل لم تقم الإدارة الأميركية بدراسة عواقبه، هذه الصفعة الأميركية للروس كان لها أثر كبير، فنجد ردة الفعل واضحة حيث إن إيران مدعومة من روسيا والصين تقوم بالثأر من الأميركان، فما يحدث في باب المندب وغزة ما هو إلا صرف للأنظار عن الحرب الأوكرانية، فالعالم اليوم مهتم بما يحدث في باب المندب ومجازر الإسرائيليين في غزة، هذا الأمر ساهم في نسيان الحرب الروسية الأوكرانية.

الحرب بالإنابة
الجميع يعلم بأن الولايات المتحدة الأميركية في صراع غير مباشر مع روسيا والصين في أوكرانيا وتايوان، ونجد أيضا أن روسيا في صراع غير مباشر مع الولايات المتحدة في اليمن عبر الحوثيين المدعومين من إيران، فكل دولة من هذه الدول تحاول استنزاف الأخرى بطريقتها وبأقل الخسائر، فسياسات الدول الكبرى بعيدة المدى وفيها من الدهاء.

إسرائيل المتطرفة
لن أتطرق لما يحدث من مجازر في غزة، فالعالم كله يتابع الأحداث عن كثب، لكن ما قامت به الحكومة الإسرائيلية من تسويق لأسلحة تم استخدامها في غزة وأن هذه الأسلحة تسببت بإصابات مباشرة، وأنها ذات فاعلية ودقة عالية (هل يقصد الإسرائيليون إصابات مباشرة للأطفال والنساء) .
هذا حيث اننا نشاهد التخبط في القصف، فالقوات الإسرائيلية تريد تدمير غزة وقتل أكثر عدد من الفلسطينيين، فهذه الأسلحة لم تستطع القضاء على المقاومة.. فماذا أصابت؟

الشرق الأوسط يستعد
إن الحراك الكبير في الشرق الأوسط من خلال اجتماع القادة ومحاولات الوساطة والتهدئة ودخول بعض الدول في التحالف وتعبئة بعض الدول جيوشها إن هي إلا محاولات لإيصال رسائل لدول الجوار والعالم (فالبعض رسالته تقول إننا قادرون على المواجهة والبعض رسالته تقول إننا في التحالف)، هنا يتضح توجه الدول وقراءتها للأحداث.

كاتب بحريني