العدد 5547
الجمعة 22 ديسمبر 2023
banner
يجب استغلال الانفتاح بالشكل الصحيح
الجمعة 22 ديسمبر 2023

إن انفتاح الدول المسلمة على الغرب والعالم مصطلح يشير إلى التوسع في التفاعل والتبادل الثقافي والاقتصادي والسياسي بين الدول الإسلامية والدول الغربية ودول العالم، يعود هذا الانفتاح إلى العديد من الأسباب والعوامل، بما في ذلك التقدم التكنولوجي، والعولمة، وتطور وسائل النقل والاتصالات، وتأثير وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي.

وبالرجوع للتاريخ نجد أن انفتاح الدول العربية والمسلمة على الدول الأوروبية ليس وليد اليوم، حيث إن التبادل التجاري كان موجودا على مر العصور، أيضاً الحضارات السابقة والممالك أجبرت معظم دول العالم على التداخل. منذ النصف الثاني من القرن العشرين بدأت الدول المسلمة في التعامل بشكل أكبر مع الدول الغربية، سواء على المستوى الاقتصادي أو الثقافي أو السياسي، فتمثلت هذه العلاقات في التجارة الدولية، والاستثمارات الأجنبية المباشرة، والتبادل العلمي والثقافي، والتعاون في المجالات العسكرية والأمنية. وتحققت بعض التغييرات الكبيرة في العديد من الدول المسلمة خلال العقود الأخيرة، حيث شهدت بعض الدول إصلاحات اقتصادية وسياسية واجتماعية تهدف إلى تعزيز الانفتاح على العالم الخارجي وجذب الاستثمارات الأجنبية، وتمت ترجمة هذا الانفتاح إلى تطوير البنية التحتية وتطوير القطاعات الاقتصادية والعسكرية المختلفة.

ومع ذلك تجب الإشارة إلى أن انفتاح الدول المسلمة على الغرب والعالم يعرضها أيضًا لتحديات وانتقادات مختلفة، وهذا الأمر قد يثير البعض، خصوصا عند الحديث في قضايا ثقافية واجتماعية ودينية تتعارض مع القيم والممارسات التقليدية في بعض البلدان المسلمة، كما يمكن أن يؤدي التأثير الثقافي والاقتصادي القوي للغرب إلى مخاوف بشأن فقدان الهوية الثقافية والاقتصادية للشعوب المسلمة.

بشكل عام انفتاح الدول المسلمة على الغرب والعالم يمثل تطورًا مهمًا في العلاقات الدولية والتفاعل الثقافي بين الثقافات المختلفة، يمكن أن يساهم هذا الانفتاح في تعزيز التفاهم والتعاون بين الشعوب وتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

يجب أن لا يؤدي الانفتاح لطمس الهوية العربية والإسلامية، فلا يعني الانفتاح أن يتحدث الطفل باللغة الأجنبية بطلاقة بدل اللغة العربية، نجد هذا الأمر شائعا في الكثير من الأسر في وقتنا الحالي.

نجد أيضاً الأم والأب يتحدثان مع أبنائهما في المنزل باللغة الأجنبية، ظنا أنهما بهذا الأمر أصبحا من الطبقة الراقية أو من المثقفين، هما بهذا التصرف قاما بضرب كل القيم العربية عرض الحائط.

تميز العرب في الماضي بفصاحة اللسان والشعر، فنجد أن من الخصال الحميدة للرجل الكرم، الشجاعة، فصاحة اللسان، الصدق، والغيرة على وطنهم وأهل بيتهم.

الخاتمة

إن غرس القيم العربية والإسلامية في الأبناء لا يتعارض مع الانفتاح، فيجب علينا أخذ الخصال الحميدة من الدول التي نريد أن ننفتح عليها مثل العلم والثقافة والتطور وما ينقصنا لكي نصبح من الدول المتطورة.. (أخذ الصفات الحميدة هو النجاح).

كل هذا لا يعني أن ننسلخ عن هويتنا العربية الإسلامية التي تهدف في المقام الأول لزرع الروابط بين أبناء المجتمع وتكوين أسر ينتج عنها أجيال ترتقي بهم البلاد، أيضاً التركيز على الابتعاد عن الأمور الخبيثة الموجودة في المجتمعات الأخرى، خصوصا التي تهدم الأسر والمجتمع.

كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية