وصلتني أمس العديد من الاتصالات والرسائل، واطلعت على الكثير من التعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي، غالبيتها ينتقد منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، بعد خسارته أمام كوريا الجنوبية 1/3 في افتتاح مشاركته بكأس آسيا في قطر.
وفي الحقيقة، أتفهم تماما حالة “الإحباط” المسيطرة على الجماهير البحرينية، خصوصا تلك التي زحفت للدوحة في رحلة شاقة عن طريق البر، لمؤازرة منتخب الوطن وتشجيعه في هذا الاستحقاق القاري، وأقدر تلك الجماهير التي تسمرت أمام التلفاز وفي المقاهي والمجالس والتجمعات المخصصة لهذا الحدث المهم، لكنني لا أتفهم أبدا كيف يمكن أن يتحول هذا الدعم إلى سكاكين تطعن وتجرح في من كان التشجيع والمؤازرة موجهين له قبل 90 دقيقة، ثم، لماذا وصل بنا الحال إلى مرحلة العويل، وكأن الخسارة من كوريا مفاجئة، أو نهاية المطاف؟!
لنضع الأمور في نصابها الطبيعي، إنها المباراة الأولى لمنتخبنا الوطني، وكانت أمام أقوى منتخب في المجموعة، التي تضم أيضا ماليزيا والأردن، وهذا يعني أن الحكاية لم تنته حتى الآن، والفرصة مواتية لتجاوز هذا السقوط المتوقع بنسبة كبيرة، ليس لأن منتخبنا ضعيف، وإنما لقوة المنافس، وأعتقد أنكم سمعتم ما قاله المعلقون والمحللون عن منتخب كوريا الجنوبية، الذي لم يأت للسياحة في الدوحة، وإنما بطموح العودة إلى سيول بالكأس الغائبة منذ 64 سنة!
وفي الختام، أتمنى ألا ننساق وراء الخلط بين الأمنيات والوقائع على الأرض. الكرة في كوريا الجنوبية متطورة عن الكرة في مملكة البحرين بمراحل، ومن الطبيعي أن يكون لمنتخبها الكعب العالي في المواجهة، ولا داعي للحديث عن المحترفين الكوريين في أوروبا، لذلك علينا الاعتراف، أن الخسارة كانت أمام منتخب مرشح فوق العادة، ويجب علينا الاستمرار في تشجيع الأحمر، وأن نشد على يدي المدرب بيتزي للوصول إلى تشكيلة مثالية للتعويض وتطوير الأداء في المباريات المقبلة، لتحقيق تطلعات الجماهير “الزعلانة”!