تضطلع القوى الناعمة في عصرنا الحالي بدور مهم وحيوي لما لها من أبعاد وتأثير يوازي إن لم يكن يتفوق على القوى الصلبة، وذلك لما تتميز به من خصائص وسمات استطاعت من خلالها التأثير على موازين القوى في العالم، ما جعل الكثير من الدول تعمل على تفعيل أدواتها الناعمة لتحقيق الاستفادة القصوى من النتائج الإيجابية التي تعود بها القوى الناعمة على الفاعلين الذين اتخذوا منها منهجاً ووسيلة لتحقيق أهدافهم ومآربهم خصوصاً السياسية منها.
وعند الحديث عن القوى الناعمة تبرز الدبلوماسية كأحد أهم وأبرز أدواتها، حيث أثبتت الدبلوماسية دائماً قدرتها الفائقة على تعزيز العلاقات والشراكات الثنائية إضافة لحل العديد من الأزمات والصراعات الدولية، وعليه أولت العديد من الدول اهتماماً كبيراً بالدبلوماسية وعملت على تعزيزها والارتقاء بها.
مملكة البحرين كانت ولا تزال في طليعة الدول التي تؤمن بالدور الكبير للدبلوماسية، ذلك ما يتجسد في الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة الرشيدة للدبلوماسية والعمل الدبلوماسي، لذلك جاء تخصيص الرابع عشر من شهر يناير من كل عام للاحتفاء بالدبلوماسية تأكيداً على الأهمية الكبيرة التي تتبوؤها الدبلوماسية في سياسة وعقيدة مملكة البحرين التي دائماً ما وجدت في الحلول والأساليب الدبلوماسية الطريق الأنجع للتعامل والفصل في جميع المسائل السياسية، ما انعكس على المكانة المرموقة التي أضحت مملكة البحرين اليوم تحتلها كدولة فاعلة لها ثقلها الدبلوماسي.
أن تعتنق الدبلوماسية وتتخذها منهجاً وسياسة لعملية صنع القرار ليس أمرا هينا أو يسيرا كما يبدو عليه ظاهر الأمر، فعلى العكس تماماً، فالدبلوماسية تتطلب حكمة وحنكة واتزانا مقرونا بإتقان فن الحوار وحرفة التفاوض المبنية على المواقف التي تعكس جميع تلك الأمور لتكون بمثابة الشواهد القائمة على التطبيق الفعلي لمضامين الدبلوماسية، وهو ما عكفت مملكة البحرين منذ إنشاء دائرة الشؤون الخارجية في عام 1969 على الأخذ به واعتماده لتغدو اليوم من رواد العمل الدبلوماسي في العالم. 
في يوم المملكة الدبلوماسي نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لجميع منتسبي المؤسسة الدبلوماسية في مملكة البحرين مقدرين وشاكرين عملهم المضني في سبيل رفع اسم مملكة البحرين في جميع المحافل الدولية.

كاتبة وأكاديمية بحرينية