جاءت كلمة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم خلال قمة السلام التي عقدت في شرم الشيخ، لتعزز الموقف الثابت والراسخ لمملكة البحرين تجاه القضية الفلسطينية، فقد أكد جلالته خلال الكلمة التي القاها دعم مملكة البحرين حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود 1967, وعاصمتها القدس الشرقية، حيث وكما أشار جلالته إلى أن إقامة دولة للشعب الفلسطيني الحل الذي يكفل السلام والاستقرار في المنطقة, وفي ذلك إشارة بالغة إلى أهمية الالتزام بالقرارات الدولية.

كما وحرص جلالته خلال كلمته على التشديد على أهمية تظافر الجهود الإقليمة والدولية والتي من دون شك لها بالغ الأثر في حلحلة أية معضلة دولية، فالدبلوماسية والحوار الحل الانجع لتسوية أي خلاف أو أزمة، وما سوى ذلك من طرق - خصوصاً العسكرية - سيعمق الجراح والمآسي الإنسانية التي سيدفع ثمنها المدنيون وهو واقع الحال خلال الأيام الماضية من الصراع.

إيصال المساعدات بأنواعها والإسعافات الأولية لقطاع غزة من أهم النقاط التي حرص جلالته على ذكرها في خطابه، كونها حق إنساني كفلته جميع الأعراف والقوانين الدولية وأهمها القانون الدولي الإنساني الذي دعا جلالته إلى الالتزم به.

وفيما يتعلق بتهجير سكان قطاع غزة، أكد جلالة الملك المعظم رفض مملكة البحرين القاطع لتلك الفكرة، فأرض غزة لسكان غزة الذين ورثوها من أجدادهم ومن غير المقبول حتى أن يتم طرح فكرة خروجهم من ديارهم وأوطانهم.

لقد كانت كلمة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وكما عهدناها دائماً منهجا ثابتا ومبدأ لم تحد عنه مملكة البحرين بإعلاء خيار الدبلوماسية وشجب العنف وكل ما من شأنه إراقة دماء الأبرياء، فلطالما اعتنقت وآمنت مملكة البحرين بعقيدة السلام القائمة على الحوار والمفاوضات ونبذ جميع السبل المفضية للعنف وإراقة الدماء، وفي ضوء ذلك حرص جلالته على التشديد على دور المجتمع الدولي ومن خلال المفاوضات على إنهاء الاقتتال القائم اليوم في غزة حيث إنه السبيل الوحيد الذي ترى مملكة البحرين فيه حلاً يكفل السلام وإنهاء الصراع القائم.

كاتبة وأكاديمية بحرينية