العدد 5567
الخميس 11 يناير 2024
banner
أسامة العلي.. الأسئلة الحرجة!
الخميس 11 يناير 2024

أثناء حواراته المتلفزة، طرح عضو "المجلس الوطني الفلسطيني"، أسامة العلي، العديد من النقاط التي تستحق التبصرَ فيها، حول مجريات الأمور في غزة، والعدوان الإسرائيلي المستمر على المدنيين، وما يشهده القطاع من تهجير قسري للسكان، بهدف إخراجهم من مناطقهم، وتكوين حزام عسكري حدودي، بما يضمن أمن المستوطنات الواقعة في غلافِ القطاع!

العلي، تحدث بلغة مباشرة، صريحة في نقدها سواء لليمين الإسرائيلي أو لحركة "حماس"، معتبراً أن ما حدث في 7 أكتوبر عملية لم تتم دراستها بعناية، وأن نتائجها كانت "كارثية" على الفلسطينيين، وأن الثمن الذي دفع من أجل تحرير الأسرى من السجون الإسرائيلية كان كبيراً جداً، ومن دماء الفلسطينيين الأبرياء. هذا القتل الذي استهدف النساء والأطفال، هو ما دفع المجتمع الدولي إلى الخروج في مسيرات شعبية مؤيدة للفلسطينيين، ومتعاطفة مع "الأطفال"، وليس مع "حماس"، بحسب أسامة العلي، الذي يجزم بأن هذه الموجة من المشاعر الجياشة هي للتعبير عن رفض أغلب شعوب العالم قتل الأطفال، وليست تظاهرات تأييد لـ "حماس" أو رموزها! أهمية ما تحدث به أسامة العلي، أنه يذهب مباشرة إلى مناطق شديدة الحساسية في الساحة الفلسطينية، لا يريد الكثيرون مقاربتها، ويخشون إثارة السؤال حولها، بحجة أنه "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، وأن الوقت الآن هو لإدانة إسرائيل لا لمحاسبة "حماس"؛ فيما الحقيقة أن هناك "فاجعة كبرى" حلت بقطاع غزة، وأن هناك أطرافا في هذه المشكلة المعقدة، وعلى عاتق هذه الأطراف تقع المسؤولية، ومن خلال سلوكهم الحالي والمستقبلي سيتحدد مصير "حل الدولتين"، وإذا ما كان هناك من أفقٍ جديٍ لسلام عادل وشامل.

إن "حماس" ليست فوق النقد، وهناك مسؤولية أخلاقية وإنسانية وسياسية تقع على عاتق قادتها، وفي مقدمهم يحيى السنوار، عن مصير آلاف الأطفال والمدنيين الذين قتلوا وتم تهجيرهم.

هناك حرب يقودها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لأسباب شخصية وانتخابية في المقام الأول؛ وهناك أيضاً يمين إسرائيلي لا يريد السلام، وهؤلاء جميعاً هناك من يعارضهم في المجتمع الإسرائيلي نفسه ويطالب بمحاكمتهم ومحاسبتهم، فضلاً عن الرأي العام الدولي، الذي يتوق إلى السلام ووقف الحرب. إلا أن قادة "حماس" هم أيضاً مسؤولون عن ما يجري للغزاويين، ومن حق الفلسطينيين أن يحاسبوا هذه القيادات، فلا أحدَ فوق القانون، خصوصاً أن هناك مخاطر حرب واسعة تحدق بمنطقة الشرق الأوسط، لذا يجب العمل على وقف التصعيد وبدء عملية الحل السياسي الشامل.

كاتب وإعلامي سعودي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .