تقول الاختصاصية في تدريب القادة الإداريين ميشيل جبنجز “لن ينجح تحسين الثقافة وزيادة فعالية القادة في فريقك إذا كنت تفتقد أحد المكونات الرئيسة، قيادتك إذا قصرت فيها، فمن المرجح أن يؤدي أي من تعليقاتك الناقدة لقادة فريقك لاتهامك بأنك تعيب غيرك بعيب فيك” انتهى. 
دعني سيدي القارئ أعرض أمامك موقفًا لمحاضر يقوم بتدريس مادة الإدارة. هذا المحاضر قلّ ما يبدأ محاضرته حسب التوقيت المقرّر لها. فهو غالبًا ما يبدأ متأخرًا، وفي بعض الأحيان يدخل القاعة ولم يتبق من الوقت إلا نصفه. في إحدى المرات كان يقوم بتدريس طلابه إدارة الوقت وأهميته واحترامه والالتزام به وبصوت واثق قال للطلبة: 
أضع أمامكم مقولة أعتبرها المبدأ الذي أؤمن به وأطبّقه في حياتي العملية وأنصحكم أحبائي، بأن تجعلوه أنتم أيضًا أمامكم وأنتم تبدأون حياتكم العملية. فمنكم من سيصبح إداريًّا أو مديرًا أو حتى قائدًا إداريًّا. يمكنني أن أقول للجميع وبصوت واضح ما قاله أحد علماء الإدارة الممارسين وهو يحلل وبدقة نتيجة عدم التزام المسؤول بالوقت وتأثير ذلك على المرؤوسين فيقول: 
“عندما تجعل الناس ينتظرونك فأنت عمليًّا تقول لهم: وقتي أهم من وقتكم وتشير ضمنًا ولا شعوريًّا إلى أنك تعتبر نفسك أكثر أهمية منهم”. وتابع المحاضر بعد توقف للحظات ليرى تأثير ما يقوله على وجوه طلبته متسائلًا: ما رأيكم قادة المستقبل؟ أريد التعرف على آرائكم في ما عرضته أمامكم. خيّم الصمت على الطلبة، الأمر الذي دعا المحاضر أن يطلب منهم تدوين تعليقاتهم وآرائهم في أقل من سطرين ووضع ذلك في صندوق الاقتراحات.
اكتفى المحاضر بقراءة أول 3 تعليقات ولم يستطع إكمال البقية. ما رأيك سيدي القارئ لماذا لم يكمل؟ ربما نعود لقراءة الفقرة الأولى فنتعرف على الإجابة!