العدد 5550
الإثنين 25 ديسمبر 2023
banner
لماذا هذا التفكير السلبي؟
الإثنين 25 ديسمبر 2023

أعرض أمامك بعد قليل، سيدي القارئ، بعض المواقف لرئيس ومرؤوس، وكيف يفسّر ويفكّر ويؤوّل الأخير تلك المواقف ويضعها في قالب من السلبية الشديدة، ويعتبرها أو ينسبها لنفسه، أو بعبارة أخرى أنه هو المعني في تلك المواقف، فيصدر على أساسه حكمه الذي قد يشكّل أسلوب تعامله السلبي أو ربما العدائي مع رئيسه في بعض الأحيان، كرد فعل لتفكير وتأويل خاطئ.
سوف نلاحظ سيدي القارئ السلبية في هذا التفكير والتسرع في الحكم على الرئيس من قبل الموظف. قد أستطيع القول إن بعضنا ربما خَبِر مثل هذه الممارسات أو السلوكيات، سواء أكنا نحن الرؤساء أم كنا المرؤوسين. إليك سيدي القارئ هذه المواقف كما يرويها عالم الإدارة ميشيل جبنجز:
رئيسك لا يدعوك إلى اجتماع وتفكر: يا إلهي إنه يكرهني.
رئيسك لا يرد على رسالة إلكترونية تتعلق بتقرير فائق الأهمية تعمل عليه منذ شهور وتفكر: إنه يعتقد أن عملي عديم الفائدة.
رئيسك يمتدح أحد زملائك في العمل وتفكر: إنه لا يقول أمورًا لطيفة عني أبدًا. أعتقد أنني على وشك أن أطرد من العمل.
تلك كانت بعض الأمثلة لمواقف قد نخبرها عن بعض الموظفين أو ربما نعيشها نحن الآن، إنه التهويل والمبالغة في التأويل والتفكير السلبي من قبل الموظف تجاه رئيسه. يمكننا القول إن بعض أنماط التأويل والتفكير والتفسير المفرط في المبالغة قد تكون مادة مشوقة لمسلسل تلفزيوني. ما رأيك سيدي القارئ؟
الغريب في الأمر هو أن هذا الموظف يعرف أنه هو من اخترع تلك السيناريوهات، وهو في ذات الوقت يصدّق ما اخترعه وأصبح يعاني منه، فيشكو همّه لبعض زملائه الذين ربما يجاملونه، ولكنهم في الحقيقة يشفقون عليه وأصبحوا يطلقون عليه: الراوي المبدع. ما رأيك سيدي القارئ في هذه الفئة من الزملاء في العمل؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .