يتردد في الآونة الأخيرة على أسماعنا وبكثرة مصطلح “التكنولوجيا المثيرة للإعجاب”، كوصف لتقنية “سلسلة الكتل” (البلوك تشين)، والتي ومنذ ظهورها وعدتنا جميعا بأن تحدث تحولًا كبيرًا في كيفية تفاعل الأفراد والمؤسسات في العالم الرقمي، حتى أضحت هذه التكنولوجيا في الوقت الراهن محفزًا لتحقيق تغييرات استثنائية في طريقة تعامل الأفراد والمؤسسات، وتوفير إمكانات خارقة للتحسين والتطور في مختلف المجالات.
تُعد “سلسلة الكتل” منظومة لامركزية تعتمد على تقنيات التشفير لتخزين وتأمين المعلومات، ما يؤدي إلى تغيير جذري في طريقة التفاعلات الاقتصادية والاجتماعية، وأن ما وعدتنا به هذه التكنولوجيا من تغييرات وتحولات هائلة تجلى في إسهامها في زيادة الشفافية والثقة وتوفير سجل دائم ولامركزي للمعاملات، ما يعزز مستويات الشفافية والثقة بين الأطراف ويساعد الأفراد والمؤسسات من التحقق بسهولة من المعلومات والبيانات، وبالتالي الحد من المخاطر وتعزيز النزاهة. جنبا إلى جنب مع أثرها الواضح في تبسيط العمليات وتسريع التحول الرقمي سواء في المجالات المالية أو اللوجستية أو حتى في التعاملات الحكومية وتسهم هذه السرعة في تحسين الكفاءة وتقديم خدمات أفضل.
ناهيك عن التغيير في أنماط التمويل وتأثير هذه التكنولوجيا على البنوك، إذ أظهرت نماذج تمويل جديدة ولامركزية، وتتيح للأفراد المشاركة في الاقتراض والاستثمار بشكل مباشر دون الحاجة إلى وسطاء. وساهمت في توفير حلولا لقضايا الخصوصية عبر توفير أساليب تشفير فعّالة وتحكم ذاتي للأفراد في بياناتهم، إذ يمكن للأفراد تحديد من يمكنهم الوصول إلى معلوماتهم وكيفية استخدامها.
تُعد تكنولوجيا سلسلة الكتل محفزًا لتحقيق تغييرات استثنائية في طريقة تعامل الأفراد والمؤسسات من خلال إمكان إجراء المعاملات بين الأفراد والمؤسسات دون الحاجة إلى وسيط تقليدي. هذا التحول يقلل من التكلفة والوقت المستغرق في عمليات التحويل المالي والتعاملات التجارية، ما يسهم في تحفيز التبادلات الاقتصادية بشكل أفضل وأكثر فاعلية.
وإضافة إلى ذلك، تقوم سلسلة الكتل بتحسين الشفافية وبناء الثقة بين الأطراف المعنية. ويتم تسجيل جميع المعاملات في سلسلة الكتل بشكل دائم وغير قابل للتلاعب، ما يوفر مصداقية أكبر لجميع الأطراف ويساهم في تعزيز الثقة في العلاقات التجارية والمؤسسية.
(اقرأ المقال كاملا بالموقع الإلكتروني)
وتلعب تكنولوجيا سلسلة الكتل دورًا حيويًا في تحقيق تغيير جذري في طريقة تعامل الأفراد والمؤسسات مع بعضهم البعض، ما يعزز التعاون والثقة في عصر الابتكار التكنولوجي. ومن هذا المنطلق، ندعو جميع المؤسسات إلى التفكير بجدية في تبني نظام سلاسل الكتل لدوره المستقبلي في عالم الأعمال. إن هذه التكنولوجيا اللامركزية هذه ليست مجرد تقنية جديدة، بل هي مفتاح لتحقيق تغيير جذري في كيفية تنظيم الأعمال وتبادل المعلومات ووسيلة مبتكرة لتعزيز التحول الرقمي وتحسين أداء الشركات. ندعو جميع المؤسسات إلى الانخراط في هذا التطور الرائد والاستفادة من مزاياه في بناء مستقبل أكثر كفاءة وشمولية.