العدد 5536
الإثنين 11 ديسمبر 2023
banner
حلول معقولة لحل الازدحامات المرورية
الإثنين 11 ديسمبر 2023
  • لزيادة المسارات الحالية في الشوارع السريعة وعند التقاطعات

  • العديد من التقاطعات في مختلف شوارع المملكة بمسار فردي أو مزدوج

  • حاجة فعلية وسريعة لتطوير تقاطع مدينة عيسى ومنطقة سلماباد

 

 زادت ظاهرة المعاناة اليومية عند التنقل في أغلب المناطق بسبب الازدحامات المرورية، مما يستدعي التدخل للحد منها أو تخفيفها، وهذه الظاهرة موجودة في جميع دول العالم ومنها مملكة البحرين، ولكن السؤال المتداول الآن، هل هناك حلول بسيطة ومعقولة وليست مكلفة لحلها؟ نعم هناك حلول، وأتمنى من المسؤولين الكرام دراستها والأخذ بها لأن الازدحامات المرورية زادت بشكل كبير، بسبب زيادة أعداد السيارات، بوتيرة أسرع من إنشاء مشاريع البنية التحتية الحالية من شوارع وطرق، مما أدى بدوره إلى ضغوط رهيبة على الشوارع والطرقات الحالية وعلى أعصاب السواق من أولياء الأمور والطلبة والموظفين، إذ أصبح التنقل وتوصيل الأبناء إلى المدارس في المناطق التعليمية وأماكن العمل، من الأمور الشاقة والمتعبة وتستغرق كثيرًا من الجهد والوقت وهدرًا في الطاقة وقطع غيار السيارات وزيادة التلوث البيئي! 
زيادة المسارات 
إن حلّ الازدحامات الحالية أو تخفيفها، سيصب في مصلحة الوطن والمواطنين والمقيمين الذين يعانون منذ فترات طويلة من ازدحامات مرورية خانقة في مختلف المناطق ومنها الشوارع السريعة والطرقات وتقاطعات الإشارات الضوئية، وقد سبق لي ذكرها في مقالات صحافية سابقة، بزيادة المسارات الحالية في الشوارع السريعة وعند التقاطعات، خاصة أن أغلبها بها مساحات تكفي لإضافتها، وكما أنه لا داعي لإضافة المسارات الإضافية على امتدادها، ولكن يجب اختيار مسافات محسوبة للمسارات قبل الإشارات الضوئية على أن تمتد إلى مسافات مدروسة لما بعد الإشارات الضوئية، مما سيؤدي إلى زيادة كفاءتها وتسهيل الحركة المرورية واختصار فترات الانتظار بشكل سريع وملموس، وقد يغني عن إنشاء جسور وأنفاق مكلفة والتي تأخذ الكثير من الجهد والتكلفة والوقت واستملاك مساحات كبيرة من الأراضي المحيطة. 

 

حل الازدحامات الحالية أوتخفيفها سيصب في مصلحة الجميع


هذه الأفكار والمقترحات، من وجهة نظر شخصية، فأنا لست مهندس طرق، ولكني أستخدم سيارتي بنفسي لأداء مشاويري اليومية، مما جعلني ملمًّا بها ومعاينًا لها، وفي نفس الوقت أنا أقدّر الإنجازات العديدة والمشاريع الضخمة التي قامت وما زالت تقوم بها مشكورة إدارة تخطيط وتصميم الطرق بوزارة الأشغال في مواكبة التطور العمراني بمختلف المناطق ومنها شارعا الفاتح والجنبية، والذي سوف يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفق رؤى وتطلعات ملك البلاد المعظم صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وتوجيهات الحكومة برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
أغلب الأوقات
ولكن من الصعوبة تقبل أن تكون الطرق السريعة “هاي واي” مزدحمة في أغلب الأوقات، بدلًا من أن تكون سالكة، لنأخذ مثالًا على ذلك شارع الشيخ عيسى بن سلمان، والذي يعتبر أحد أهم الشرايين الحيوية في مملكة البحرين، والذي يمتد من ميناء خليفة بن سلمان في الحد إلى جسر الملك فهد في الجسرة، والذي صمّم بطريقة حديثة ومبتكرة بعدم وجود إشارات ضوئية أو تقاطعات تعوق الحركة المرورية لأهمية الشارع الذي يخدم كثيرًا من الأماكن والمناطق ويستخدمه كثيرٌ من المسافرين والمواطنين والمقيمين والموظفين والطلبة وسائقي الشاحنات للوصول إلى المملكة العربية السعودية ومختلف مناطق البلاد، بخاصة مدينة عيسى ومدينة زايد والرفاع والعوالي والمناطق التعليمية، مما يؤدي إلى ازدحام مروري في أغلب الأوقات، وسببه وجود بعض المخارج والمداخل “التفرعات” ومنها: التفرع المؤدي إلى شارع رقم 35 للتوجّه إلى المنامة وتوبلي بالقرب من سفارة الولايات المتحدة الأميركية وقد تم إعداده مؤخرًا ليكون من مسارين بدلًا من مسار واحد كما كان في السابق، مما ساهم في تخفيف الازدحام، ولكن السيارات القادمة من الجهة المقابلة والمتجهة إلى مدخل شارع الشيخ عيسى بن سلمان تجد صعوبة في الدخول بمسار فرعي واحد إلى شارع الشيخ عيسى بن سلمان، بخاصة أنه يمتد إلى مسافة قصيرة، مما يسبب ازدحامًا يمكن حله بتمديد المسار الفردي إلى مسافة أطول ويفضل تمديده إلى مدخل ومخرج عين عذاري، أو مواصلته لأصعب مخرج وهو المسبّب الرئيسي للازدحام حيث يعاني الكل منه، لأنه يؤدي إلى شارع الشيخ سلمان وإلى غرب المنامة “منطقة الخميس وجدحفص” وتقاطع مدينة عيسى وسلماباد والمعروف “بغاز البحرين” وهذا التقاطع يحتاج إلى حل جذري، وسوف أذكره لاحقًا.
إن إضافة مسار رابع أو خامس للمنطقة المذكورة في شارع الشيخ عيسى بن سلمان، كما هو حاصل الآن في الجهة المعاكسة بوجود أربعة مسارات حالية، سيساهم في جعل هذا الشارع سالكًا في أغلب الأوقات، ويفضّل أن يكون هناك مساران للمتجهين إلى شارع الشيخ سلمان ومساران أو ثلاثة مسارات سالكة للوصول إلى باقي المناطق الأخرى وجسر الملك فهد. 
يوجد على نفس هذا الشارع الحيوي ثلاثة مداخل أخرى: أولها، مدخل إلى شارع خليفة بن سلمان “هاي واي” والذي لا يعاني من تكدس السيارات، لأن المسارات كافية وثانيها، مدخل إلى شارع 27 مكون من مسارين يتحول إلى مسار واحد، ويفضّل إضافة مسار آخر لتجاوز التقاطعات التي بالقرب من المحلات والمجمعات التجارية، وقد تم بدء العمل في توسعة الشارع وثالثها، مخرج إلى شارع الجنبية والمؤدي إلى البديع بالقرب من مبنى صحيفة الأيام وهو من مسار واحد ولكن خلال الازدحامات يتحول من قبل السواق إلي مسارين وبعدها إلى مسار واحد قبل الدخول إلى شارع الجنبية المزدوج وهناك حاجة فعلية لتمديده حاليًّا، وقد تم الانتهاء من كثير من أعمال توسعة شارع الجنبية وسوف نلمس هذا الإنجار قريبًا بإذن الله.
 يبقى عندنا المسار المعاكس لشارع الشيخ عيسى بن سلمان، والذي يبدأ من جسر الملك فهد إلى المنامة وميناء خليفة بن سلمان، وقد كان سالكًا في أغلب الأماكن والأوقات الماضية، خصوصًا بعد إضافة المسار الرابع من المنطقة الممتدة من مجمع أنصار غاليري إلى الجسر القريب من السفارة الأميركية ولكن بعد نهاية الجسر فإن السيارات القادمة من شارع 35 ومنطقة توبلي تواجه صعوبة للدخول إلى شارع الشيخ عيسى بن سلمان لوجود مسار واحد فرعي قصير ويفضل أن يتم تمديد المسار أو جعله ممتدًا حتى التفرّع المؤدي إلى جسر سترة، كما أن الازدحام يبدأ بعد تجاوز “نفق ميناء سلمان” بسبب تكدس السيارات عند تقاطع الحد الذي لا يستوعب أعداد السيارات المتجهة إلى ميناء خليفة بن سلمان والمنطقة الصناعية بخاصة السيارات المتجهة إلى مدينة الحد وجزر أمواج وديار المحرق ومطار البحرين الدولي، وهناك أربعة حلول لحلها أو التخفيف منها وهي: أولها استخدام الجسور والأنفاق وهي مكلفة وتحتاج إلى الكثير من الجهد والمال والوقت، وثانيها إعداد جسر للانعطاف إلى اليسار والمواصلة إلى المناطق المذكورة وثالثها وهي أنسبها في الوقت الحالي بجعل المسارات الثلاثة الحالية للانعطاف إلى اليسار أربع مسارات، ورابعها زيادة المسارات الحالية عند التقاطع لجميع الاتجاهات لتكون جميع المسارات مكونة من ستة مسارات بدلًا من أربعة مسارات، ثلاثة للأمام وثلاثة للانعطاف إلى اليسار، مما يساهم في انسياب الحركة المرورية، وخفض مدة الانتظار الحالية عند التقاطع، حيث يصل طابور السيارات المنتظرة في أغلب الأوقات إلى جسر الأمير خليفة بن سلمان وفي وقت الذروة إلى نفق ميناء سلمان. 
ما زالت هناك العديد من التقاطعات في مختلف المملكة بمسار فردي أو مزدوج وبالإمكان إضافة مسار ثنائي أو ثلاثي، وسيؤدي ذلك إلى زيادة كفاءتها وتسهيل الحركة المرورية الحالية واختصار فترة الانتظار بشكل ملموس ويخفّف التكدس الحالي وتقليل مدة الانتظار عند الإشارات الضوئية. 
تكدس السيارات
هناك حاجة فعلية وسريعة لتطوير تقاطع مدينة عيسى ومنطقة سلماباد (تقاطع غاز البحرين) الحالي، حيث كان آخر تطوير يوم الجمعة 28 يوليو العام 2017 وتضمن تقليص عدد المراحل السابقة للإشارات من خمس إلى ثلاث مراحل، وأدّى إلى تخفيف الازدحامات المرورية، ولكنه لم يكن كافيًا، إذ ما زال تكدس السيارات من الجهتين يصل إلى مسافات طويلة، خصوصًا للقادم من المنامة الذي يصل إلى شارع الشيخ عيسى بن سلمان “هاي واي” وهو المسبّب للازدحامات التي ذكرتها وبالطبع هناك مخطط عام لدى إدارة الطرق، لحل هذه المشكلة بإنشاء جسور خلال السنة القادمة وسوف يأخذ الكثير من الجهد والوقت ولكن بالإمكان البدء من الآن بعمل بعض التعديلات، والتي سوف تساهم في خفض مدة انتظار السيارات عند التقاطع حتى بعد الانتهاء من الجسور، وذلك بإضافة مسار رابع للقادم من المنامة والمتجه إلى عالي والرفاع وإضافة مسار ثالث للانعطاف إلى مدينة عيسى وتوبلي وإضافة مسار ثالث للمسارين الحاليين في الاتجاهين للدخول والخروج من مدينة عيسى وسلماباد مما يساهم في خفض مدة الانتظار ويزيد من كفاءة التقاطع. 
تقاطعات وشوارع أخرى
يبقى هناك التقاطعات والشوارع الأخرى ومنها: 
1 - شارع البديع، ورغم كل التطوير الذي تم في السابق، فإن تقاطع المستشفى الدولي الحالي لا يستطيع التعامل مع الحركة الكثيفة الآن والتي تتسبّب بكثير من الازدحامات، ويفضّل إزالة الدوار وجعل التقاطع من جميع الجهات بأربعة مسارات أو إبقاء الدوار وزيادة كفاءة الدوار بإضافة مسار رابع بدلًا من المسارات الثلاثة الحالية وهناك العديد من الدوارات المزدوجة، وحبّذا لو تم زيادة كفاءتها بجعلها ثلاثة مسارات مع وضع إعلانات واضحة بأن المسار الأول والثاني لمواصلة السير إلى الأمام والمسار الثاني والثالث للاتجاه إلى اليسار أو الانعاطف العكسي. 
2 - شارع الملك فيصل والذي يعتبر الشريان الأول أو الثاني في المملكة، مازال يعاني من الازدحامات في أغلب الأوقات، ولا بد من سرعة التحرك لتخفيفها عند تقاطع المرفأ المالي وتقاطع مركز البحرين التجاري العالمي وفندق الشيراتون، ومن ذلك إضافة مسار أو مسارين للمسارات الستة الحالية المتجهة إلى الشرق (المحرق)، خاصة بعد الزيادة الكبيرة للسيارات المتجهة إلى خليج البحرين أو الدوران العكسي وإضافة مسار أو مسارين للأربعة مسارات الحالية القادمة من الشرق إلى الغرب في الاتجاه المعاكس، كما أن مدخل المرفأ المالي لا يستوعب أعداد السيارات المتجهة بمسار واحد والأفضل جعله من مسارين حتى ما بعد مبنى المرفأ المالي لأن الإبقاء عليه بالطريقة الحالية هو المسبب لتكدس السيارات ويحد من مواصلة السيارات القادمة من الشرق إلى الغرب وهو أحد أهم الأسباب المؤدية إلى تكدس السيارات الذي يصل إلى تقاطع فندق الشيراتون. 
3 - تقاطع البسيتين ويفضل أن يكون من ستة مسارات في كل اتجاه بدلًا من أربعة مسارات. 
إلى الوزير
 أرجو أن أكون موفّقًا بعرض هذه المقترحات وأن تلاقي القبول الحسن من قبل سعادة وزير الأشغال والمسؤولين ومهندسي الطرق الأكفاء لدراستها والأخذ بها.
* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية