العدد 5531
الأربعاء 06 ديسمبر 2023
banner
أنا بحريني.. أنا مبدع
الأربعاء 06 ديسمبر 2023

تتوالى إبداعات البحرينيين من الجنسين في تحقيق الكثير من النجاحات والتميز على مختلف الصعد، فقد استوقفني الخبر الذي نشر في الصحف المحلية عن فوز أحمد فتحي المصور الصحافي الذي يعمل في وكالة أنباء البحرين "بنا" بجائزة اتحاد وكالات الأنباء العربية "فانا" عن فئة أفضل صورة صحافية للعام 2023، والتي حملت عنوان "بداية تحد"، رصد خلالها لحظة انطلاق أحد سباقات الفروسية في مملكة البحرين.
لاشك أن الخبر كان سعيدا ومفرحا للجميع، لأنه بكل بساطة يعكس ظلاله ليس على المصور فحسب، بل على جميع البحرينيين من قيادة ومواطنين، لأن الجائزة بحرينية خالصة، فجميع الإنجازات التي يحققها البحرينيون تأتي ثمرة جهودهم المخلصة وعطاءاتهم الاستثنائية وانتماءهم لهذه الأرض الطيبة، والذين لا يترددون في بذل الغالي والنفيس فداء للوطن الغالي، وبالطبع هناك الكثير من هذه الأمثلة الرائعة التي كان جنودها مواطنو هذا البلد.
ولاشك أن تلك النجاحات لم تكن لتتحقق لولا الدعم اللامحدود والمتابعة المستمرة من لدن القيادة الرشيدة، فهناك حلقة أو علاقة مهمة جدا في الإدارة سواء كان ذلك في العمل الحكومي أو الخاص أو في أي مجال آخر. فعلى سبيل المثال وليس الحصر، لا يمكن لأي مدرب لأية لعبة رياضية أن ينجح لولا دعم وتعاون ومساندة الجهاز الإداري والفني واللوجستي وفوقهم مجلس إدارة الاتحاد أو النادي. فهذا مثال بسيط عن هذه العلاقة، ويأتي دور التكريم للاعبين والأجهزة المساندة لتحقيقهم الأهداف المرجوة من إنجازات وبطولات.
وعودة لموضوع المقال، فوجئت بل صعقت عندما علمت أن المصور (صاحب الجائزة) لم يكن مدعوا للحفل! أنا لست متحفظا على حضور السيد المدير العام للحفل، لكن ألم يكن من الأجدر كنوع من التقدير لصاحب الصورة أن تتم دعوته لحضور الحفل واستلام الجائزة ولو بحضور السيد المدير العام!. 
هذه هي الإدارة الصحيحة والملهمة والمتميزة، فتخيلوا فرحة هذا الموظف البسيط وعائلته وفخره الكبير بهذه المناسبة وكم تعود عليه من سعادة وانتماء وولاء وبذل المزيد من العطاء لخدمة وطنه، ليس هذا فحسب، بل إن هذا التكريم سيعطي دافعاً للآخرين ويرفع معنوياتهم ويجعلهم أكثر إنتاجية وإبداعا.
شخصياً عملت في إحدى الشركات الكبرى المعروفة في المملكة لسنوات طويلة، وفي مراكز مختلفة حتى وصولي إلى الإدارة العليا، وشهدت على مدار تلك السنوات قوة ومفعول التكريم والتقدير للموظفين وكيفية توظيف هذه الكوادر البشرية في مجالات العمل المختلفة وتأثيرها السحري في العمل. فالموظف الذي يعمل بجد وإخلاص ويبذل الغالي والنفيس في سبيل خدمة مؤسسته، فإنه في المقابل يستحق حتما التكريم اللائق والمستحق. 
وبحكم أن موضوع مقالي عن الإبداع البحريني، فلابد أيضاً في هذا المقام أن أنوه إلى ما حققه اللاعب المخضرم حبيب صباح لاعب منتخب البحرين للسنوكر لتحقيق بطولة العالم للسنوكر في فردي الأساتذة في البطولة التي أقيمت مؤخرا في دولة قطر الشقيقة بمشاركة 200 لاعب يمثلون 40 دولة.
ألا تتفقون معي بأن هذا الإنجاز التاريخي لم يبرز إعلاميا ولا حتى على مستوى المسؤولين! خبر كهذا يجب أن يعطى اهتماماً كبيراً وتسويقه عالميا حيث إن ذلك سيسهم في إظهار صورة ايجابية ورائعة لمملكتنا الغالية على الخارطة الرياضيّة الدولية. 
كما أنه من المهم تكريم هذا البطل الذي بذل الغالي والنفيس في تحقيق هذا النجاح الكبير ورفع راية الوطن خفاقة في تلك البطولة العالمية. وبعد أيام من هذا التتويج حقق منتخب البحرين الوطني ممثلا باللاعب نفسه مع هشام الصقر بطولة العالم للسنوكر. لم أصدق هذا الخبر الذي أثلج صدورنا كثيرا، هؤلاء الأبطال وغيرهم يجب على القطاع الخاص أيضاً المساهمة في تكريمهم في مناسبات مختلفة، فلا يكلف تكريمهم شيئا، فهم أناس بسيطون جدا ولا يتوقعون تكريما كبيرا، فالبحرينيون معروف عنهم القناعة ولو بالقليل، وشهادتي مجروحة فيهم.
في المقابل، هؤلاء الأبطال كل في موقعه وتخصصه من الممكن أن يكونوا وسيلة تسويق للكثير من المؤسسات والشركات الخاصة، خصوصا ممن لهم جمهور محلي. 
أما بالنسبة للشركات والبنوك الكبرى فإن ذلك يندرج تحت ما يسمى بالمسؤولية الاجتماعية (CSR).
كلي أمل أن يتم أخذ الأفكار أو الملاحظات التي طرحتها في مقالي وذلك لتشجيع البحرينيين لتحقيق مزيد من النجاح والإبداع والتألق، وبالتالي نسهم في رفع علم البحرين محليا، وخليجيا، وعربيا، وعالميا. والله من وراء القصد.

كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية