تتكون أهداف التنمية المستدامة من 17 هدفًا تم إنشاؤها من قبل الأمم المتحدة في العام 2012 ، بهدف وضع حد للفقر وحماية كوكبنا وضمان السلام والرفاهية للجميع بحلول العام 2030.
وهي أهداف عملت جاهدا على تحقيقها من خلال مشاركتي في الأمم المتحدة وكرئيس لمجموعة العمل المختصة بالتحضر المستدام في نيويورك.
ترتبط هذه الأهداف ببعضها البعض، مما يعني أن التقدم في مجال واحد يمكن أن يكون له تأثيرات إيجابية على المجالات الأخرى.
مع ذلك، فإن تحقيق أهداف التنمية المستدامة ليس سهلا، حيث أننا نواجه تحديات متعددة. على سبيل المثال انقطاع أنظمة الطاقة والغذاء، بالإضافة إلى شح الموارد المالية المخصصة للمشاريع الخضراء والمستدامة. وبالطبع جائحة كورونا التي أعاقت التطور في كل شيء. هذه التحديات تهدد حياة واستمرارية الملايين من البشر وتعرقل جهود بناء مستقبل أفضل للجميع.
من أكبر التحديات التي تعيق تحقيق هذه الأهداف هي كلفة الحرب المرتفعة وتداعياتها. فوفقا لتقرير أبحاث مركز ستوكهولم للسلام، فقد أنفق العالم 1981 بليون دولار على النشاطات العسكرية، مما يعني أن الأموال يتم إهدارها بسخاء على الأسلحة والصراعات. بالمقابل، تضطر الدول الأخرى لإنفاق المزيد على الأمن بهدف تعزيز قدراتها الدفاعية لحماية حدودها أثناء فترات الاضطراب.
وبالإضافة لذلك، تتسبب الحروب بمزيد من الديون، وزيادة الإنفاق على المساعدات الإنسانية والكلف الضخمة لإعادة الإعمار، ومن الصعب كسر هذه الدورة.
إنه من الصعب جداَ ضخ الأموال لتحقيق أهداف التنمية المستدامة خلال هذه الظروف، حيث أن الأولوية تتجه نحو الأمن ونجاة البشرية. أنصح القادة بعدم تبني رؤى محدودة خلال هذه الفترات. وبالأحرى تبني رؤى مستقبلية والتركيز على التطوير، الاستدامة، التعليم والرقمنة. هذه كلها تشكل بعض العوامل الرئيسية التي سوف تساعدنا على تحقيق أهداف التنمية المستدامة وعلى أن نصبح أكثر مرونة في مواجهة الصدمات والأزمات.
على سبيل المثال، الاستثمار في الطاقة المتجددة سوف يساعدنا على تقليل البصمة الكربونية، وعلى استحداث فرص عمل جديدة وتزويد الملايين من البشر بالطاقة الكهربائية التي يفتقدوها.
الاستثمار في التعليم عالي الجودة سيزود الناس بالمعارف والقدرات التي يحتاجونها للنجاح بتغيير العالم. والاستثمار بالتقنيات الرقمية سيساعدنا على دعم الاختراع، التواصل والانتماء.
أهداف التنمية المستدامة ليست فقط مهام أخلاقية، بل هي اختيارات ذكية. وفقأَ لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن تحقيق أهداف التنمية المستدامة سيحقق 12 تريليون دولار من الفرص واستحداث 380 مليون وظيفة بحلول العام 2030. أما العوائد من تحقيق أهداف التنمية المستدامة فهي أعلى بأربعة إلى سبعة أضعاف من التكلفة.
من المنطقي إعادة توجيه الأموال نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة حيث أنها من الاهتمامات المشتركة لجميع الاقتصادات حول العالم. إنني أصلي من أجل أن نتمكن من تجاوز السياسات والحرب ومن أجل إعادة توجيه مواردنا نحو التنمية المستدامة والتي سوف تقطع شوطا كبيراَ نحو عالم أفضل للجميع.