أقسى ما يمكن أن يتعرض له مرضى السرطان بالإضافة إلى تلك الآلام المبرحة هو التغير المفاجئ لأشكالهم، ناهيك عن شبح الموت الذي يلازمهم، ويقلق أهاليهم حد الموت من فقدان مريضهم للأبد، فمهما تحدثنا عن أهمية الإيمان بقضاء الله وقدره، تبقى للمرض هيبته التي ينحني إليها الصبر وقد لا يقوى عليه الكثيرون! خصوصاً أولئك الذين وصلوا إلى مرحلة اليأس ووصل بهم المرض لمراحله الأخيرة التي ليس بعدها غير الفراق والموت.

حري بوزارة الصحة، أن تسعى ضمن دورها العلاجي لأن تقدم خدمات نوعية للارتقاء بصحة مرضى السرطان - وحتى أهاليهم الذين يعيشون أزمات نفسية جراء ما يعانيه قريبهم من مرض مميت، كتقديم جلسات تأمل بالتعاون مع جمعية البحرين للتأمل وتطوير الذات، والتي من خلالها يمكن إعادة التوازن الروحي والنفسي للمرضى، وتعزيز قدرتهم على التعامل مع المرض، فجلسات التأمل تركز على أن الجسد ما هو إلا زي تلبسه الروح وهو فان لا ضير في تبدله أو تغيره، طالما أن الروح باقية وخالدة، قد تبث في أنفس مرضى السرطان الحياة من جديد وتشحذ فيهم الطاقة التي بلا شك سيكون لها الأثر البالغ في مواجهتهم المرض بقوة وتحد، فالتأمل كعلم، أثبت تأثيره الإيجابي على الصحة النفسية والجسدية، لتعزيزه نظام المناعة في الجسم، لتمكنه من التعامل مع الكثير من الأعراض التي منها الأرق، والصداع، والإرهاق، وعلاج القولون العصبي، وخفض ارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول، بل وحتى تأثيره الإيجابي على صحة القلب، لدوره في رفع نسبة الهرمون المهدئ كالسيروتينين، وخفض هرمون الكورتيزول المرتبط بالقلق.

تدريب ممرضات وزارة الصحة على طرق التأمل، وبعضها لا يتجاوز الدقائق المعدودات، وتخصيص دقائق مع المرضى كل يوم لممارسته كجزء من العلاج، أمر نتمنى أن يؤخذ بالحسبان، فبلا شك سيعزز ليس الصحة النفسية التي ستنعكس على الصحة الجسدية للمرضى فقط، بل وحتى الممرضات أنفسهن والممرضين الذين ستكون لهم جلسات تعيد لهم الطاقة التي تمكنهم من العمل بدافعية أكبر.

ياسمينة: بالتأمل وقراءة القرآن تقترب لروحك الداخلية المتسمة بالسلام.

*كاتبة بحرينية