المتمعن في زيارات ومشاركات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المُعظم، حفظه الله ورعاه، مؤخرًا والتي شملت زيارات للمملكة المتحدة وجمهورية إيطاليا، والفاتيكان، وحضورا قويا ومشاركة مؤثرة في القمة الخليجية مع رابطة دول جنوب شرق آسيا (الآسيان) التي عقدت 20 أكتوبر الجاري 2023 بمدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية، وبعدها بيوم واحد فقط في أعمال القمة الإقليمية الدولية في جمهورية مصر العربية، يجد أن هناك رابطا يجمع فيما بينها جميعًا، وهو رغبة جلالته في خدمة الإنسانية بأسرها دون النظر لأية اعتبارات سوى خير وصالح الجميع.
هذه الإنسانية التي تصاحب جلالة الملك في كل تحركاته وتشكل محور جهوده إنما تأتي في ظل نجاح لافت لمملكة البحرين بقيادة جلالته في بناء علاقات تعاونية مثمرة مع مختلف دول العالم، وهي علاقات تشهد تطورًا ونموًا ملحوظًا لأنها قائمة على مبادئ وثوابت راسخة من احترام لحسن الجوار وسيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها وإيمان بأن الحوار والانفتاح والتفاهم هو ما يحقق الخير والنفع للجميع، ما مكن مملكة البحرين من التعامل بفاعلية وإيجابية مع جميع الدول والتحرك في مختلف الأطر بكل ثقة بنبل قضيتها وإنسانية غايتها.
فإذا كان جلالته قد أكد خلال لقاءاته وفي كلماته على الموقف البحريني الثابت من القضية الفلسطينية والتي باتت مؤشرًا أو ترمومترًا لحالة ومستوى الاستقرار وعدم الاستقرار في المنطقة وطبيعة العلاقات فيما بين دولها وشعوبها، وشدد جلالته على ضرورة تنفيذ الآليات والأطر الدولية المرجعية لإحلال السلام العادل والشامل، ما يرسي مناخًا ضامنًا لحقوق الشعب الفلسطيني، فإن جلالته يؤكد وينبه العالم أجمع بأن هذا الموقف إنما يصب في صالح الإنسانية كلها، لأنه سيوفر البيئة الآمنة والمناخ التعايشي بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، ومن ثم سيحقق الخير والرخاء للشرق الأوسط والعالم أجمع، في حث حكيم من جلالة الملك للمجتمع الدولي لضرورة العمل بشكل جماعي منظم ومتكامل وسريع وبحس إنساني شامل باعتبار ذلك السبيل لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في مختلف أنحاء العالم.
كاتب مصري