العدد 5484
الجمعة 20 أكتوبر 2023
banner
أندية الستينات وأثرها في النهضة الفكرية والأدبية
الجمعة 20 أكتوبر 2023

بينما كنت أقسم أبواب الكتاب الذي أنوي إصداره في الفترة المقبلة عن الوالد الأديب والصحافي محمد الماجد رحمه الله، وقعت على قصاصة تبين أهمية ودور الأندية في الفكر والأدب آنذاك.. يقول الوالد: “بالنسبة لي انحصرت مساهماتي في نادي شعلة الشباب في المحرق في الستينات، كان هذا النادي اسما على مسمى “شعلة من النشاط فعلا”، كانت هناك فرصة للنشاط الثقافي في هذا النادي، فقد أشرفت على مجلة الحائط، وكنت بمثابة “التايبرايتر”، أي أنني كنت أكتبها بخط يدي ويخطها الفنان عبدالوهاب كمال، وراشد المعاودة كان يساهم فيها أيضا.


خلال عملي بنادي الشعلة بالمحرق كلفتني إدارة النادي بتأسيس فرقة مسرحية، وعلى ضوء ذلك تمكنا أنا وراشد المعاودة وعبدالله الجميري في عام 63 - 64 من تأسيس الفرقة، حيث قدمت مسرحيات قصيرة كان يخرجها راشد المعاودة، ولاقت استحسانا كبيرا، وهذه المسرحيات أوصلتنا إلى الصحافة. أذكر أن الأستاذ أحمد كمال حضر يمثل جريدة “الأضواء” في أحد العروض المسرحية، وبعد تعرفي عليه عرض على محمود المردي أن يلحقني بالعمل في جريدة “الأضواء”.


المسرحيات التي كان يقدمها النادي، كانت تحمل نفس الأفكار المتداولة، فيها من القصة القصيرة والقصيدة.. وكان للنشاط الاجتماعي دور في تحديد طبيعة اهتماماتنا الثقافية كشباب”.


لن أطيل الوقفة عند هذه القصاصة التي تبين كيف كان للأندية الشبابية في الستينات أثرها في النهضة الفكرية والأدبية شكلا ومضمونا، وكانت بمثابة الدفقة الدموية التي سرت في عروق الحراك الثقافي، فأبرزت كتابا وشعراء وصلوا إلى القمة بخطوات واسعة وقدم ثابتة، فكانت تثار المناقشات الأدبية تماما مثل المدارس والمعاهد، ولا تغفل شاردة أو واردة إلا تناقلتها الأندية المتلهفة إلى كل جديد.


كانت تلك الأندية تعكس وجود حياة ثقافية زاخرة بكل معنى الكلمة، وذهبت شوطا بعيدا في إلهام النخبة من الشعراء والكتاب والمسرحيين والرسامين والموسيقيين وتحفيزهم على مزيد من الإنتاج وزيادة الإشعاع الثقافي والفكري.


* كاتب بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .