“يا شيخ ما يصرف علي ولا على الجهال! الحياة الزوجية تنازلات، يخوني مع بنات! الحياة الزوجية تنازلات، زاني! الحياة الزوجية تنازلات، يضربني ويهيني ويشتمني ويطعن في شرفي! الحياة الزوجية تنازلات، مدمن على المسكرات والمخدرات! الحياة الزوجية تنازلات، يطلب حقه الشرعي في الشارع وفي سيارته! الحياة الزوجية تنازلات، تعرض لي بالشارع ودعمني بالسيارة وهددني بالقتل! الحياة الزوجية تنازلات.
أية تنازلات أكثر يجب على المرأة أن تقدمها؟ أية حياة زوجية تلك التي يطلب فيها رجل دين من المرأة أن تستمر فيها، وتقدم ما تقدم من تنازلات لتستمر ولا يحدث الطلاق؟ لماذا تُطالب المرأة بالتنازل ولا يطلب من الرجل معاملة زوجته بإحسان أو أن يسرحها بإحسان إن لم ترغب في الاستمرار في علاقتها الزوجية معه؟
لماذا تُخوف النساء من قانون الأحوال الأسرية الذي يحفظ لهن حقوقهن الشرعية؟ ولماذا يشكك البعض بالتعدي على الدين إن تم سن قانون يحفظ للأسرة كرامتها ويصون حقوق أفرادها! فأي دين هذا؟ وأي مذهب يقبل أن تُهان المرأة وتُضرب وتُعذب ويُطلب منها أن تقبل بكل “هالضيم والضلايم” فقط، كي لا يحدث الطلاق! أية حياة تلك التي تعيشها؟ وأية بيئة تلك التي سيتربى فيها أبناؤها؟ وأية قدوة سيسيرون عليها إن كان الأب مدمناً ويرونه ليلا ونهارا يتكلم بلغة الضرب والشتم! ويشاهدونه كيف يرمي ثياب أمهم بالشارع “أنصاص الليالي”!
فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ (النساء 129)، وهي تبقى في المحاكم سنوات طويلة تذوي خلالها صحتها وتلتهم فيها شبابها وحتى أموالها! شهادة الشهود بأنه يعنفها لا تُقبل! التقارير الطبية، ومحاضر الشرطة لا يُؤخذ بها في المحكمة! تُطرد من المنزل، وتحصل على قرار من المحكمة بالنفقة وتفاجأ بالنشوز وطلب العودة بالإكراه لبيت الزوجية! كيف؟ ومتى؟ ولماذا؟ لا جواب سوى أن الزوج طلب ذلك!
كم عدد المعنفات؟ المهجورات؟ المعلقات؟ طالبات الخلع؟ وإلى الآن نجد من يعترض على تشريع قانون الأسرة! ويرفض التشاور مع الجمعيات المهنية المطالبة بتعديل قانون يحمي المرأة.

ياسمينة: تعديل قانون الأسرة ضرورة لحفظ كرامة نسائنا.
* كاتبة بحرينية