العدد 5445
الإثنين 11 سبتمبر 2023
banner
كمال الذيب
كمال الذيب
أهمية ملف الشباب
الإثنين 11 سبتمبر 2023

الحديث عن أهمية دور الشباب ومكانته في أي مشروع تنموي، أيّا كانت نظرتنا إلى التنمية: اقتصاديّة سياسيّة ثقافيّة رياضية، أصبح من الأمور المفروغ منها، بل كثيرا ما يتم على الصعيدين الرسمي والأهلي التأكيد على أهمية العناية بالشباب وإيلائه المكانة اللازمة والعناية الفائقة، وهناك بالفعل جهود جبارة تبذل على هذا الصعيد من قبل الأجهزة الحكومية والأهلية ذات العلاقة، خصوصا في المجال الرياضي الذي يشهد نهوضا واضحا.


ومن أجل زيادة هذه الأهمية وتوسيع نطاقها، قد نكون بحاجة إلى زيادة هذا الاهتمام لدمج الشباب في دورة التنمية وقيم المواطنة وتعزيز حضوره في الحياة الوطنية في مختلف المواقع، وقد يكون من المفيد في هذا السياق الدفع بالملف إلى صدارة الاهتمامات، من أجل تعظيم الجهود لاستقطاب الشباب بحيث تشارك جميع المؤسسات والجهات ذات العلاقة، فالشباب مسؤوليّة الجميع. ولعلّ أهمّ ما يجب أن يتم التركيز عليه في موضوع الشباب، إرساء أسس للحوار والتعايش والمواطنة، وهو ما سيسهم إلى حدّ كبير في تجسير التواصل بين الشباب ومكونات الكتلة الشبابية فيما بينها وبين الآخرين. وعندما نتحدث عن الحوار مع الشباب، فإن الأمر لا يتعلق بالحوار في صورته التقليديّة، بل الحوار كما يفهمه الشباب وكما يريدونه، من دون الكتل التعبيريّة الجاهزة، وبأساليب الوصاية على الشباب، فتلك آليات لم تعد تفيد في هذا الزمن، ولا شك أن التلاقي بين الشباب من شأنه كسر الفواصل المفتعلة والحد من التأثير الانعزالي الطائفي، وإبعاد الشباب عن أشكال التطرف والتوظيف السلبي لطاقته، والذي لا علاقة له بالرؤية الوطنية، ولا المصلحة الوطنية.


إن العناية بالشباب والاستماع إلى شواغلهم وطموحاتهم وتطلعاتهم، من شأنه أن يساعد على بناء الاستراتجيات المؤطرة لهم باعتبارهم قوة المستقبل وعماده.


وإننا نجد في كلمة جلالة الملك المعظم التي سبق أن توجه بها إلى الشباب رؤى نستلهم منها التوجيهات المرجعية للاهتمام بالشباب، لما تضمنته من تأصيل لفكر واضح لدور الشباب في النهوض بالوطن واحتياجاته الحاضرة والمستقبلية، ودور المؤسسات التربوية والشبابية والمجتمعية والسياسية والإعلامية والرياضية في رعاية الشباب روحا وجسدا، لتحويل نشاط الشباب وحماسه إلى قوة فاعلة منتجة، والبناء العقلاني والتنويري والعلمي لعقولهم، بما يمنحهم القدرة على العمل وتوفير متطلبات الحياة.


* كاتب وإعلامي بحريني

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية