العدد 5434
الخميس 31 أغسطس 2023
banner
بطانية.. شرشف.. ومخدة
الخميس 31 أغسطس 2023

نصيحة، قبل أن تتوجه إلى قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي، تأكد من أخذ كل ما قد تحتاجه هناك، من بطانية، وشرشف للسرير، ومخدة! وإن كان بإمكانك، ليكن لديك كرسي متحرك! فقد تحتاجه أو ربما يحتاجه أحد المرضى بجوارك فتعيره إياه فتكسب فيه أجراً!
أن تصاب بانتكاسة صحية مفاجئة أو حادث عارض يستدعي نقلك لقسم الطوارئ يعني عليك الصبر فوق مرضك صبراً لما قد تواجهه من مفاجآت! يأتي المريض يتلوى من الألم، قد يجد سريراً، وقد يضطر إلى الانتظار على كرسي متحرك إلى أن يسعفه الحظ وينال واحداً شاغراً! والأدهى والأمر أن ينقل عبر سيارة الإسعاف للقسم، فلا يجد سريراً شاغراً فيضطر إلى الانتظار في ممر يعج بالمرضى (رجالاً ونساءً) - والمرافقين لهم - إلى أن ينتقل أحد المرضى للأجنحة أو يتم ترخيصه! ولا تعلم متى يأتي هذا الفرج. مؤلم أن ترى امرأة تصرخ من الألم، فيسقط حجابها من على رأسها وتنكشف أمام الرجال، فلا تجد ما يحفظ لها حرمتها وهي على سريرها في الممر! أليست للمريض حرمة؟ فهناك الفضوليون وهناك من يسترق النظر! ومن حق هذه المرأة وغيرها أن يُحفظ لها سترها وكرامتها.
والمصيبة، أن المرضى ومع كل ذلك، لا يجدون “شراشف” للأسرة، ولا بطانيات ولا مخدات! وإن سألت عنها جاءك الرد من الممرضين المسؤولين، إن عدد المترددين على القسم يفوق الألف يومياً، وما يتوافر من هذه المستلزمات لا يتعدى 600، فماذا نحن لك صانعون؟ وهذا يعني وبحسبة سريعة، أن ما يتوافر من هذه الأساسيات أكثر من نصف عدد المرضى الداخلين في القسم بقليل! قد يستخف البعض بأهمية هذه المستلزمات، لكن سيدركون حتماً مدى حساسية الأمر وأهميته عندما يكون الواحد منهم ملقى - لا سمح الله - على ذاك السرير الأبيض أو مرافقاً لأحدٍ من أقربائه المرضى. فليس من المعقول، وليس من المقبول أبداً، أننا ومنذ سنوات نلفت انتباه المسؤولين في قسم الطوارئ إلى النواقص في المستلزمات الأساسية للمرضى بالقسم ولا يتحرك ساكناً!.


ياسمينة: الطوارئ.. وضعه طارئ.


* كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية