مع الرشفة الأولى من قهوة الصباح، جاءه صوت نائب الرئيس التنفيذي الحاد عبر الهاتف: لقد عيّناك مديرا لتحل مشكلات العملاء وليس خلق المشكلات لهم. هذا ما فعله أحد العاملين في إدارتك. لقد وضعنا هذا الشخص في موقف صعب ومحرج جدًا مع أحد كبار العملاء. تابع النائب وبذات نبرات الصوت:
يبدو أنك لم تقم بتدريب موظفيك على “الاتيكيت” وأصول التواصل. أنت مدير الإدارة وأنت المسؤول عما حدث. بعد انتهاء تلك المكالمة فكر المدير في أحد الخيارات التالية:
الخيار الأول: أن يذهب مباشرة بعد المكالمة لمقابلة النائب ويطلب منه المعلومات المتعلقة بالموضوع، ويعده بتقديم تقرير عما حدث، والمتسبب في ذلك، ويطلب منه التريث في اتخاذ القرار، والتواصل مع العميل حتى إعداد التقرير.
الخيار الثاني: يأخذ مفتاح السيارة ويخرج إلى أحد المقاهي، ويمضي بعض الوقت هناك حتى يعود لطبيعته بعد تلك المكالمة، ومن ثم يقوم بإعداد التقرير المطلوب بشأن الموضوع.
الخيار الثالث: أن يبقى في مكتبه، ولكنه يطلب من السكرتير عدم إدخال أي معاملة له، وتحويل المكالمات الهاتفية من المراجعين إلى رؤساء الأقسام، وبعد استعادة توازنه يقوم بالعمل على إعداد التقرير الذي وعد النائب به.
رد فعل القائد الإداري في مثل هذه المواقف، كما يقول أحد علماء الإدارة، يجب أن يكون مثل الكرة التي تصطدم بالجدار ثم تعود حالًا إلى حجمها الطبيعي. فالقائد يجب أن يمتلك المقدرة على التعامل مع مثل هذه المواقف الصعبة، بحرفية وليس بالانفعال. سيدي القارئ لو كنت أنت محل ذاك المدير كيف سيكون رد فعلك؟ ما هي إيجابيات وسلبيات كل من الخيارات المذكورة آنفا؟