العدد 5420
الخميس 17 أغسطس 2023
banner
سوق جدحفص بحرينية؟
الخميس 17 أغسطس 2023

المرور على طريق سوق جدحفص المركزي يعني العودة إلى الزمن الماضي، سوق خارج كل ما يرتبط بالمملكة من تطور، محلات بيع الفواكه والخضروات على جانبي الطريق، وفرشات بيع الأسماك تتبعها، وسوق المقاصيص على الجانب الآخر، والسيارات على طرفي الرصيف، والحفر تملأ الشارع، والقاذورات في كل مكان، والمجاري والبلاعات الفائضة أصبحت مرتعاً للقوارض والحشرات! سوق تجعلك تقول بينك وبين نفسك: ما هذه الفوضى؟ وما هذا الإهمال وسوء التنظيم؟ أهذه سوق مركزية في محافظة عاصمة خليجية؟
حقيقة، تشفق على من يدخل السوق كمشتر، فما بال من يعمل فيها؟ ويقف في هذا الجو اللاهب أمام سيارات تنبعث منها الغازات والحرارة، بعدما آثر أصحابها الجلوس أمام مكيفات سياراتهم، وعدم الخروج منها، دون مراعاة أو أدنى إحساس بذاك العامل الذي يقف يتصبب عرقاً من تلك الانبعاثات الغازية التي لا ترحم في جونا الحار والخانق، وليس مشهدا غريبا أبداً أن ترى مشادات كلامية أو أيد ملوحة غضباً عند توقف السيارات فجأة ومحاولة ركابها إتمام معاملاتهم الشرائية، والمفاصلة على السعر، دونما اكتراث من إغلاقهم الشارع! سوق جدحفص من أكثر الأسواق المركزية ازدحاماً، كونها سوقاً مفتوحة طوال اليوم على عكس سوق المنامة التي تُغلق أبوابها عند ساعات الظهيرة. سوق تخدم كل قرى البديع الأكثر كثافة سكانية بالمملكة، ناهيك عن كونها سوقاً يقصدها الخليجيون والأجانب، ما يجعل منها واجهة للبلد، وسمعتها من سمعة المملكة.
كل ما يتطلبه الأمر التفاتة جادة وسريعة من المسؤولين في الجهات ذات العلاقة والتي منها: وزارة البلديات والزراعة لتنظيم المحلات والفرش، وتهويتها وتكييفها، والوقوف على نظافة المرافق العامة، وتبليط الأرض وردم الحفر وتسليك البلاعات من قبل وزارة الأشغال، وتوفير مفتشين صحيين من قبل وزارة الصحة، وتنظيم عملية السير عبر رجال المرور أو شرطة المجتمع من قبل وزارة الداخلية، والاستفادة من الساحة المقابلة للسوق وتحويلها لساحة مواقف للسيارات، بشرط أن تحفظ حقوق أصحاب الفرشات والدكاكين، وأن لا يُثقلوا بأية رسوم إضافية. 
ياسمينة:
السوق مهملة منذ سنين، وحان الوقت لتطويرها.
* كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية