ساورني الشك حقيقة، أهو فعلاً رجل دين، أم أنه أحب أن يتقمص هذا الدور بلبسه العمامة؟ فكلامه الذي أراد له الانتشار عبر السوشال ميديا لا ينم أبداً عن كونه رجل دين يزن ما يقوله، ويحسب آثاره على المجتمع وأفراده.
رجل دين ويبرر بل ويدعو إلى الزواج من عربيات والعزوف عن الزواج من ابنة بلده؟ رجل دين ويستخدم ألفاظاً ونعوتاً أقل ما يقال عنها إنها مفردات تقلل من شأنه كرجل دين قبل أن تقلل من شأن الفتيات العازبات! اللواتي حذرهن من “العنوسة” كما قال لأنهن “خارج المعادلة والمنافسة”، كون الطلب على السلع القليلة وهن “كثيرات”! وكونهن “جلحان ملحان”، والعربيات بيضاوات البشرة وطوال القامة؟ وأن الرجل البحريني ماذا يريد غير الطويلة الشقراء!
عجبي من مستوى تفكير هذا الشيخ المعمم، أهكذا ترى بنات بلدك؟ أهذه أوصاف يليق بك أن تتفوه بها؟ فهذه المرأة التي تنتقص منها وتحط من قدرها أمام القريب والبعيد هي أختك، وزوجتك، وابنتك، بل منهن أمك. وبدلاً من أن تشجع الشباب على تحصيل العلم وتذكرهم بقول الرسول الأعظم: “اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد”، تطلب من الفتيات اللواتي تعب أهاليهن عليهن، وتعبن على أنفسهن وأكملن دراستهن الجامعية أو نلن الدراسات العليا أن يقبلن مجبرات ومكرهات على الزواج ممن أتم الإعدادية! وأن عليهن القبول بالزواج من أي شاب وإن لم يكن متقبلات لشكله ومظهره، وفي المقابل يعطي الشباب الحق في اختيار الزوجة الطويلة الشقراء، مناقضاً نفسه عندما يقول ضمناً إن الشباب البحريني يتوجهن للزواج من العربيات لأنهن أجمل وأقل مهراً.
عيب عليك ما قلته يا شيخ بحق نصف مجتمعك، عيب على رجل دين أن يقول إن الزواج من ابنة البلد حُكم بالأشغال الشاقة المؤبدة، وعيب عليك أن تقلل من شأن أية امرأة مهما كانت تعاني من أي عيب خلقي أو مشكلة صحية، فهي بالنهاية إنسان ولها مشاعر ولها حقوق، ولست من يقرر عنها طريقة اختيارها شريك حياتها، وعيب وألف عيب أن تعتبر المرأة سلعة. 

ياسمينة: احترموا عمامة رسول لله.
*كاتبة بحرينية