العدد 5406
الخميس 03 أغسطس 2023
banner
بقايا بركة الإمام
الخميس 03 أغسطس 2023

انصرمت العشر الأوائل من أيام محرم الحرام، لكننا مازلنا في أيام هذا الشهر العظيم الذي يتبعه شهر صفر، حيث تقام فيهما ذكرى استشهاد ووفاة أهل بيت النبوة، وتتخللهما أيام وليال عظام كأربعينية الإمام الحسين (ع)، وذكرى وفاة النبي محمد (ص) حيث يقام إحياء هذه الشعائر في العاصمة المنامة وجميع قرى المملكة.


وكما نقول في مثلنا الشعبي “اللي يعزي واللي ما يعزي ياكل من عيش الإمام الحسين”، فإن بركة الإمام من مأكولات ومشروبات تصل للجميع سواء شاركوا في إحياء هذه الشعائر أو لم يشاركوا، فتجد الآسيويين وغيرهم من جميع الجنسيات في طوابير للحصول على هذه البركات، وأغلب المعزين يحاولون المساهمة في إمداد المآتم والمضائف بتلك المأكولات والمشروبات حبًا في أهل بيت النبوة، وطمعًا في الأجر. لكن، ما يدمي القلب أن تجد تلك المأكولات وبقايا الأطعمة على الأرض، والأرصفة، وعتبات المنازل، وأسطح السيارات! بعضها صحون تجزم أن من وضعها لم يأكل منها إلا لقمة واحدة فلم يعجبه طعمها فتركها في أقرب سطح صادفه، وبعضها لم يؤكل منها حتى لقمة! ومؤلم أن تجد عامل النظافة وهو ينظف تلك الأسطح يدس بيتزا أو ساندويش (مغلف) في جيبه، وهو الذي يعرف ما معنى الجوع والفقر.


نحن أمة محمد، وحفظ النعم من صميم ديننا، فلنكن أكثر وعيًا وأكثر تكاتفًا، ونسعى لحفظ تلك النعم، فلا يأخذ الواحد منا بركة الإمام من مأكولات ومشروبات ما يفوق حاجته، وليس عيبًا إن كان الصحن كبيرًا أن يتشارك فيه اثنان، وإن فتحنا عبوة المياه المعدنية نشربها بالكامل، وإن لم نستطع، نحملها معنا إلى وقت عطشنا، أو أن نسقي بها أي زرع بجوارنا. أتمنى أن تسعى البلديات إلى توفير حاويات مخصصة لبقايا الأكل، على أن يلتزم المعزون والمشاركون في هذه الشعائر بوضع بقايا الأكل في تلك الحاويات، ورمي الصحون والعبوات البلاستيكية في حاويات ملاصقة لها، والتنسيق مع أصحاب الحظائر للاستفادة من بقايا تلك الأطعمة للحيوانات، فمنها سنحافظ على النظافة، وسنحفظ النعم ونكون حسينيين بأخلاقنا.


ياسمينة: احفظوا النعم لتحفظكم.


*كاتبة بحرينية

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية