هل زيادة الرواتب ضرورية؟ هناك من يقول إن زيادة الراتب لها أضرار، وإن حصلت هذه الزيادة سترتفع أسعار كل شيء ويحصل الغلاء المكروه، لأن التجار يستغلون هذه الزيادة ليستفيدوا من إقبال الناس على الشراء أكثر بفضل هذه الزيادة. ورأي يقول إن الزيادة العامة للرواتب يحصل عليها موظفو القطاع الحكومي دون القطاع الخاص، فلا يزيد الغلاء إلا قليلًا ــ هذا إذا تم كبح جماح التجار لوقف الغلاء، وبعيدًا عن الصواب أو عدمه في الرأيين فإن الغلاء موجود وتستمر الأسعار في الصعود كقطارٍ سريع لا يتوقف سواء حصلت الزيادة في الرواتب أم لا؛ وبات الغلاء سيد الموقف الذي يستنزف ما يحصل عليه الموظف من دخل نقدي، عِلمًا أن مصاريف الأسرة تزداد كُلما اتسعت وزادت احتياجاتها، فيتحمل الراتب عبء ذلك وحده دون أي معين، وحتى يتم التخفيف عن هذا العبء تكون زيادة الرواتب ضرورة بالغة، وذات أهمية كبرى، وعلى الأقل لتواجه ولو قليلًا الزيادة في الأسعار، وهذه الزيادة ضرورية خصوصا للقطاعين وللطبقات ذات الدخل المحدود والمتوسط، وكذلك للمتقاعدين وذوي الاحتياجات الخاصة وبدون استثناء أي منهم.
هذه الزيادة المرجوة والعزيزة على قلوب المواطنين لا تأتي من فراغ، بل هي ثمار الانتعاش الاقتصادي وتوفر الفوائض المالية وما تجريه الحكومة الموقرة من إصلاحات اقتصادية واجتماعية، وبقيام الحكومة بتنويع مصادر الدخل وفرض الضرائب على أرباح الشركات والمؤسسات التجارية والمالية والاستثمارية، وما تحققه الدولة من أرباح الاستثمارات الخارجية، وبأموال ما يدفعه المسلمون من زكاة، مع ضرورة قيام الدولة بمحاربة الغلاء ومتابعة تطور أسعار السلع والخدمات في الأسواق. وبالزيادة تزيد قدرة المواطن على الشراء.
أقترح تحقيق الزيادة بنسب فعلية تتوافق ولو قليلا مع ارتفاع الأسعار.
*كاتب وتربوي بحرينيش