العدد 5400
الجمعة 28 يوليو 2023
banner
هل يلتزم خطباء المنابر بوصايا السيستاني؟
الجمعة 28 يوليو 2023

بمناسبة موسم عاشوراء للعام 1441، نشر الموقع الإلكتروني للمرجع الديني الأعلى علي السيستاني، مجموعة من الوصايا الموجهة إلى خطباء المنبر الحسيني، وجاء فيها تأكيده على “تجنّب القول بغير علم وبصيرة، فإنّ ذلك محرّم في الدين أيّاً كان مضمون القول”، مضيفاً “ينبغي للمبلّغ أن يكون ذا فضيلة في العلوم ذات العلاقة، متجهّزاً بالأدوات اللازمة، ممارساً في موضوع بحثه وحديثه، مطّلعاً على المعلومات المتعلّقة بذلك، متحوّطاً فيما لا يعلمه أو لم يتعلّمه بعد”، مشدداً على أنه “من جملة مقتضيات ذلك الاطّلاع المناسب على التاريخ وحوادثه وظروف الوقائع وملابساتها وقيمة المصادر ودرجة اعتبارها”.
هذا التأكيد من السيستاني على أهمية أن يكون الواعظُ عالماً، وليس مجرد قارئ سطحي للسيرة الحسينية، مرده القلق من أن يتحول المنبر من مكانٍ لنشر الوعي والأفكار الراشدة، إلى أداة للتسطيح أو الاستغلال السياسي والحزبي، أو نشر الخطابات التي تزدري الآخر، حيث في ذات “الوصايا” حث المرجع السيستاني على “تجنّب ما يثير الفرقة بين المسلمين ويوجب الضغينة وسوء الظنّ فيما بينهم”.
السؤال اليوم: أين خطباء المنبر من هذه الوصايا، وما نسبة من يلتزمون بها، وهل هم فعلاً حريصون على أن تكون “عاشوراء” مناسبة للوعي والبصيرة والإصلاح والبعد عن الروايات غير صحيحة المصدر؟ وهي مسألة لم يغفل عنها السيستاني الذي جاء في وصاياه النص الصريح التالي “ليحذر المرء من الابتداع والبدع، وهي إضافة شيء إلى الدين ليس منه ولا حجّة موثوقة عليه فيه، فإنّ الابتداع في الدين من أضرّ وجوه الضلالة فيه، وهي تؤدّي إلى تشعّب الدين إلى عقائد متعدّدة وانقسام أهله إلى فرق وأحزاب مختلفة”.
هذا التحذير من الابتداع في الشعائر والدين، هناك من خطباء المنبر من يعملون على النقيض منه، فهم يدعون إلى ممارسة طقوس لا علاقة لها بسيرة النبي محمد وآل بيته، بل بعضها يتنافى والعقل ويخالف الذوق العام. إن تنقية الخطاب العاشورائي يجب أن تتم من خلال التأكيد على أن من يعتلي المنبر يجب أن يكون عالماً، حكيماً، مسؤولاً عن كلمته، لديه إلمامٌ بالمعارف المختلفة.
كاتب وإعلامي سعودي

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية