العدد 5383
الثلاثاء 11 يوليو 2023
banner
الاعتزاز الملكي بمحمود المردي اعتزاز بكل صحافي بحريني
الثلاثاء 11 يوليو 2023

التقدير أحد المعاني السامية والشيم النبيلة التي تميز بها حكام مملكة البحرين الكرام، وترسخت في شواهد عديدة في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، فحينما التقى جلالته المواطنين ومنهم الدكتور علي فخرو وزير التربية والتعليم الأسبق، قال جلالته إنه حفظه الله ورعاه تعلم منه الكثير، وفي بدايات تأسيس الدولة تلك البدايات المتواضعة، كان متفائلًا، وهو ديدن المؤمن الذي يدفع باتجاه الإنجاز العظيم، كلمات ملكية حملت في طياتها الكثير من التقدير والاعتزاز برجالات البحرين الأوائل الذين أثروا مسيرة نهضتها وتطورها في شتى المجالات، وهذا بلا شك دافع للجميع نحو مزيد من البذل والعطاء بثقة مطلقة، أن هذا العطاء محل اعتزاز وتقدير ومتابعة القيادة الحكيمة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم.
بالأمس عندما التقيت بالزميل أحمد كريم رئيس قسم الرياضة بصحيفة “البلاد”، وهو أحد الزملاء الصحافيين الذين تشرفوا يوم أمس الأول بلقاء حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم ضمن أعضاء مجلس إدارة جمعية الصحفيين البحرينية، قال “لقد كنت فخورًا وأنا أنصت إلى حديث جلالة الملك المعظم عن تاريخ الصحافة البحرينية العريق، حيث أبدى العاهل إعجابه برجالاتها المخلصين، وخص منهم المرحوم محمود المردي رائد الصحافة البحرينية ومؤسس مجلة (الأضواء) في العام 1965، وجريدة (أخبار الخليج) في العام 1976، ليترك بصمة مضيئة في تاريخ الصحافة البحرينية بفضل دوره الوطني والمهني، وما استحضار سيرة المردي في أحاديث جلالة الملك إلا شهادة ودليل مؤكد لحضوره وتأثيره في الذاكرة البحرينية”.
كم شعرت بعظيم الفخر والاعتزاز انا، وأسرة المرحوم محمود المردي عندما نقلت لهم ما تفضل به جلالة الملك المعظم من إشادة سامية بدور الوالد رحمه الله في المسيرة الصحافية الوطنية.
لقد اختار المولى عز وجل والدي المرحوم محمود المردي وأنا في سنٍ مبكرة، ولكني مازلت أذكر كيف كانت الصحافة همه الأول وشغله الشاغل، كان يعشقها، ويحب الخوض في تحدياتها ومخاطرها دون الاكتراث بأي أمر سوى إيصال وجهة نظره للناس، وقدم في سبيل ذلك وقته وماله وجهده وصحته، ونجح فعلًا فيما كان يسعى إليه ومن أجله، على الرغم مما كان يحوف التجربة من مخاطر لحساسية الوضع، وقتما قرر رحمه الله خوض تجربة الصحافة من محاولات السياسة الاستعمارية محاربة كل فكر تنويري، وهنا أحب الإشارة إلى وصف الأستاذ عبدالله المدني حينما قال “إذا كان الزايد هو رائد الصحافة البحرينية فإن محمود المردي هو ملكها، ليس لأنه بعثها من الجمود والنسيان فحسب، وإنما لأنه امتلك الشجاعة لخوض تجربة كان يعلم مسبقًا أنها محفوفة بالمخاطر”.
في أغسطس 1950 دخل محمود المردي تحدي تجربة الصحافة بتأسيس مجلة “صوت البحرين” التي تولى فيها منصب سكرتير التحرير، وتوقفت عن الصدور في 1954، لينتقل بعدها بطموح لا يعرف اليأس إلى تجربة صحافية جديدة وهي جريدة “القافلة”، التي تولى أحمد يتيم فيها منصب المدير المسؤول، فيما تولى علي سيار منصب سكرتير التحرير.
وكان المردي قد تولى كتابة افتتاحية العدد الأول من الجريدة، وبعد إيقاف صوت البحرين وجريدة القافلة استمر التحدي الذي تمخض في العام 1955 عن إصدار جريدة “الوطن”، واجهض المشروع الصحافي الثالث للمردي في 1956، ليعود بعدها المردي بشغفه الذي لا يعرف اليأس بإصدار جريدة “الشعلة”، وتولى رئاسة تحريرها، وتم إيقافها من قبل السلطات البريطانية في 1956، وبعدها أطلق في سبتمبر 1965 تجربته الصحافية الخامسة المتمثلة في جريدة “الأضواء” الأسبوعية بعد الحصول على الترخيص اللازم، والتي تولى رئاسة تحريرها، وفي نوفمبر 1969 أصدر أول جريدة بحرينية يومية تحت اسم “أضواء الخليج”، وكانت تصدر 5 أيام في الأسبوع وتتوقف يومي الخميس والجمعة كي تحل محلها “الأضواء” الأسبوعية، وتوقفت عن الصدور في نهاية أبريل 1970، فيما واصلت “الأضواء” الأسبوعية الصدور، بعد ذلك أصدر المردي أول صحيفة يومية تصدر بانتظام، وهي الزميلة “أخبار الخليج”، تلاها إنجاز آخر بإصدار “غلف ديلي نيوز”، لتكون أول صحيفة بحرينية باللغة الإنجليزية، حيث تولى المردي رئاسة تحريرهما.
تاريخ حافل عكس محطات وطنية عديدة، وسيظل يقف على الدوام شاهدًا على عراقة الصحافة البحرينية، التي تفخر اليوم بما توفر لها من أسباب النجاح بفضل داعمها الأول حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، فشكرًا لجلالة الملك المعظم على ما خص به الوالد المرحوم محمود المردي من إشادة ستظل وسام اعتزاز وتقدير على صدرونا جميعًا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية