أدت الطفرة الأخيرة في روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT وBard وغيرها، إلى إحداث ثورة في عالم الإنترنت، كما أنها تَعِدُ بتحويل العديد من المجالات من خلال المعرفة المكتسبة التي يمكنها أن تولد من خلالها استجابات لغوية طبيعية لاستفسارات المستخدمين. ومع ذلك، فإن هذه النماذج لها أيضًا تداعيات خفية هائلة يمكن أن تخنق تطوير الذكاء الاصطناعي وتحد من جودتها وتنوعها.
تتمثل إحدى التكاليف الرئيسة لهذه الأنظمة في الكمية الكبيرة من موارد الحوسبة التي تحتاج إليها للتدريب، والتي تبلغ ملايين الدولارات لتطويرها، كما تتطلب موارد حوسبة متخصصة للتشغيل وأكثر من ذلك عند إعادة التدريب. 
وترجع تكلفة الحوسبة العالية إلى عدة عوامل: منها الحجم الكبير للنماذج التي يمكن أن تحتوي على مليارات أو تريليونات من المعلومات التي تحتاج إلى تحديث أثناء التدريب، بالإضافة إلى الكمية الكبيرة من البيانات التي تحتاج النماذج إلى معالجتها والخوارزميات المعقدة التي تستخدمها هذه الأنظمة.
ثمة تكلفة أخرى، وهي التوافر المحدود لوحدات المعالجة الرسومية (GPU) التي تستند إليها. هناك طلب كبير على وحدات معالجة الرسومات للعديد من التطبيقات، مثل الألعاب وتعدين العملات المشفرة والحوسبة العلمية، وهي مصممة لإجراء حسابات رياضية مكثفة، مما يجعلها مثالية لأنظمة الذكاء الاصطناعي. ويؤدي هذا إلى نقص في العرض مما ينتج عنه ارتفاع في أسعارها. علاوة على ذلك، تستهلك وحدات معالجة الرسومات الكثير من الطاقة، مما يزيد من التأثير البيئي لروبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي.
أما التكاليف المرتفعة لتطوير وتشغيل روبوتات الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعي، فإنها تشكل العديد من التحديات لتطوير هذه التقنيات، بما في ذلك تقييد جودة وقدرات تلك التي يتم نشرها للجمهور، حيث قد تختار الشركات نماذج أصغر أو أبسط تكون أرخص في التشغيل، ولكنها أقل دقة أو تنوعًا. وقد يتم أيضًا تقليل تنوع وابتكار الأنظمة التي يتم إنشاؤها، حيث لا يستطيع سوى عدد قليل من الشركات الكبيرة تحمل تكاليف تدريبها وتشغيلها على نطاق واسع.
ومن المحتمل أيضًا أن يكون هناك ضغط لتحقيق الدخل من هذه الأنظمة في أقرب وقت ممكن مما قد يؤدي إلى بناء أنظمة دون المستوى المطلوب أو المساس بمعاييرها الأخلاقية والاجتماعية أو يؤدي إلى عواقب أخرى غير مقصودة. 
(التتمة على الموقع الإلكتروني لصحيفة البلاد)