العدد 5336
الخميس 25 مايو 2023
banner
د. طارق آل شيخان الشمري
د. طارق آل شيخان الشمري
نتنياهو والجهاد الصفوي (2)
الخميس 25 مايو 2023

السيناريوهات بين الأحزاب والسياسيين الإسرائيليين، وبين الفصائل الخارجة عن شرعية السلطة الفلسطينية، ستتكرر لعشرات السنين إن لم يع الشعب الفلسطيني واليهودي أن الأحزاب الإسرائيلية وقادتها يتلاعبون بحياة الإسرائيليين من خلال "اللاحرب" و"اللاسلام". فهم تارة يقصفون ويرسلون الصواريخ ضد الفصائل الفلسطينية، ثم بعد ذلك يعقدون هدنة، ثم يقصفون ثم هدنة، وكذلك الفصائل الفلسطينية، تهدد وترسل صواريخها لتهديد أرواح المدنيين ثم توافق على هدنة، ثم ترسل صواريخ ثم هدنة، وكل طرف يتهم الآخر بالبدء بالحرب، وفي كل مرة يسقط ضحايا فلسطينيون وإسرائيليون.

وآخر دليل على ما أسلفناه ما قامت به حركة الجهاد الصفوي، ذراع إيران الخمينية بالعالم العربي، فقد أرسلت صواريخها ضد إسرائيل متهمة نتنياهو بالبدء بالحرب، ثم سقط الضحايا المدنيون الفلسطينيون وبعدها وافقت الجهاد الصفوي على هدنة بينها وبين نتنياهو، بعد موافقة إسرائيل على وقف سياسة الاغتيالات. المهم أن حركة الجهاد وحماس وبقية الفصائل التي خرجت عن شرعية وسلطة أبومازن، توسلت إلى القاهرة بأن توافق إسرائيل على عدم اتباع سياسة الاغتيالات، وقد وافقت إسرائيل على ذلك، وهنا نحن أمام حقيقتين، الأولى أن إسرائيل إن أرادت أن تغتال كل القادة فستفعل لكن ذلك لن يفيدها لأن نتنياهو يريد هؤلاء القادة كفزاعة لكي يعيش الإسرائيليون في رعب من إرهاب هذه الفصائل وذلك لمصالح انتخابية. والحقيقة الثانية أن هذه الفصائل جل همها عدم اغتيال كوادرها، أما الأبرياء الفلسطينيون فلا يهمون هذه الفصائل، بل إن سقوط أي طفل فلسطيني ورقة رابحة لزيادة اللطم والتهديد والوعيد الذي سمعه الشعب الفلسطيني منذ سبعين عاما وحتى هذه اللحظة.

الخلاصة أن سيناريو إرسال الصواريخ ثم الهدنة، سياسة كل من السياسيين الإسرائيليين وقادة الفصائل الفلسطينية، لأن السلام يعني نهاية بضاعة كل واحد فيهم، فالحانوتي دائما رزقه من الأموات.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .