ها قد انتهت المواجهة العسكرية بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وبين حركة الجهاد الإسلامي، والتي يجب أن نسميها حركة الجهاد الصفوي، كونها الذراع السني لإيران في العالم العربي، والتي تسعى لتحقيق مصالح إيران، ولنا عدة نقاط سريعة خلال هذه المواجهة العسكرية حتى لا نطيل على القارئ.

أول هذه النقاط أن نتنياهو استطاع، ولو بشكل مؤقت إخماد الثورة ضد قيادته الحكومة الإسرائيلية، بعد التظاهرات التي عمت أرجاء إسرائيل خلال الفترة الماضية، واستطاع تصوير نفسه على أنه بطل وقف ضد الإرهاب الذي يهدد إسرائيل من خلال موافقة حركة الجهاد الصفوي على شروط إسرائيل لوقف إطلاق النار، حسب رؤيته. ثاني هذه النقاط هي أن هذه المواجهة في الحقيقة هي بين إسرائيل وطهران، فبعد سلسلة الضربات الإسرائيلية الموجهة ضد الأهداف الإيرانية في سوريا، أرادت طهران الرد لكن ليس بشكل مباشر، بل أوعزت لربيبتها حركة الجهاد الصفوي بعد مقتل الأسير خضر بالبدء بالمناوشات العسكرية غير المباشرة ضد الداخل الإسرائيلي، حتى يبدأ نتنياهو الضربات العسكرية ضد المدنيين. و

قد أرادت طهران أن تستهدف صواريخ الجهاد الصفوي أرواح الإسرائيليين انتقاما لمقتل كوادر طهران وحزب الله بسوريا، حيث كان نتنياهو ينتظر هذه الفرصة الذهبية لتخفيف الضغط الشعبي عليه من قبل الرأي العام الإسرائيلي. ثالث هذه النقاط هي استهداف نتنياهو وبكل سهولة مجموعة من قيادات الصف الأول للجهاد الصفوي، والذين كان بعضهم يختبئ في منازل داخل الأحياء في غزة، ما أرسل رسالة واضحة للجهاد وحماس بأن إسرائيل إن أرادت اغتيال أي قائد فستفعل بكل سهولة وبيسر نظرا لما تمتلكه من قدرة استخباراتية وتكنولوجية عسكرية.

هنا لا أريد أن أذكر أن من كان يرشد عن أماكن هؤلاء القادة “فلسطينيون”، لكن سأغض الطرف عن هذا الأمر وسأكتفي بالقول إن إسرائيل تمتلك من الوسائل المتطورة التي تمكنها من اصطياد هؤلاء القادة بكل سهولة، ما كشف للفلسطينيين والعرب مدى كذب كل التهديدات التي كانت تطلقها أصوات هؤلاء ضد إسرائيل. وطبعا كان الإنسان الفلسطيني الضحية بين الأطراف الثلاثة نتنياهو وطهران والفصائل الفلسطينية، وطبعا لا نقصد السلطة الشرعية للشعب الفلسطيني الممثل الوحيد الشرعي للشعب الفلسطيني.

كاتب سعودي