لقد أصابت مؤامرة الربيع العربي معظم الدول العربية، وتصدى المخلصون من العرب لهذه المؤامرة، وقد نجحوا في إسقاطها بكل من البحرين والإمارات ومصر، وتم إجهاض الخلايا النائمة لهذه المؤامرة بالسعودية والمغرب والأردن وموريتانيا. لكن مع الأسف فإن بعض هؤلاء المخلصين العرب ممن تصدى لهذه المؤامرة بهذه البلدان، لم يتصدوا بالشكل الكافي لمؤامرة الربيع العربي بسوريا، ما أعطى الميليشيات والخونة والعملاء الفرصة للدخول لسوريا والعبث بأمنها واستقرارها، وأعطى مع الأسف الضوء الأخضر للميليشيات والدواعش والقاعدة والجيش الحر الخائن ومرتزقة إيران وحزب العدالة والتنمية والأنجلوسكسونية الجديدة واليسار الغربي الفرصة للاستمرار بتدمير سوريا، وهو خطأ فادح حيث ترك العرب سوريا فريسة لكل هؤلاء، ولولا الله ثم روسيا، وأكررها لولا الله ثم روسيا لذهبت سوريا في ذمة التاريخ، أما القول إن إيران هي من حمت سوريا فهذا كذب، فإيران لم تستطع السيطرة على العواصم الأربع وحماية عملائها هناك، بعد الثورة العربية ضدها في هذه العواصم، والتي هي أضعف من سوريا.

الآن الفرصة مواتية لكي نسترد سوريا للحضن العربي بشرط العمل على إقناع بشار الأسد بأن ما مضى قد مضى، وبأن العرب اليوم هم ليسوا عرب الأمس، أما مسألة فك ارتباط سوريا مع إيران فهذا سهل جدا.. حيث سترون بأن الشعب السوري هو نفسه كفيل بإخراج إيران وكل جندي ومرتزق لها من سوريا، فسوريا متعطشة لعودتها للحضن العربي، وما العراق وكأس الخليج إلا مثال واضح لعروبة العراق.. اعملوا ذلك يا عرب وانسوا الماضي كله بآلامه ومآسيه وفكروا بالمستقبل لكن لا تقتلوا سوريا.. لا تقتلوا الشرف العربي والنخوة والكبرياء بكل إنسان عربي، وعاشت أمتي العربية الإسلامية سيفا ضد كل عنصري وعرقي يتستر بالإسلام من أجل عنصريته وعرقيته.

* كاتب سعودي