+A
A-

"بع أسهمك في مايو وابق بعيدا".. هل هذه المقولة صحيحة؟

 

عادة ما يعتبر المستثمرون شهر مايو/أيار بأنه الشهر المثالي لجني الأرباح عبر بيع أسهمهم في المحفظة حيث تستند النظرية إلى أنه غالبا ما تسجل الأسهم الأميركية أفضل أداء في السنة من شهر نوفمبر/تشرين الثاني حتى أبريل/نيسان، في حين أن الفترة الأقل ربحًا هي من مايو/أيار إلى أكتوبر/تشرين الأول.

 

على مدار الخمسين عامًا الماضية، ارتفع مؤشر S&P 500 الأميركي بمتوسط 4.8% ما بين نوفمبر/تشرين الثاني حتى أبريل/نيسان مقارنة بنمو بلغ 1.2% فقط ما بين مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول، وفقًا لدراسة أجرتها "رويترز" واطلعت عليها "العربية.نت".

ومع ذلك، يتلاشى هذا النمط بحال أخذنا فترة زمنية أقصر. فعلى مدار العشرين عامًا الماضية، تقلص أداء المؤشر الرئيسي في أميركا خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني حتى أبريل/نيسان مقارنة بشهر مايو/أيار حتى أكتوبر/تشرين الأول إلى 1%. وعلى مدار العشر سنوات، كان فرق الأداء بين الفترتين أقل من نقطة مئوية واحدة.

يقول المثل "Sell in May and go away" أن أداء سوق الأسهم أسوأ خلال أشهر الصيف، وقد يكون هذا العام مغريًا بشكل خاص بعد الارتفاعات القوية المفاجئة للأسواق والتي بدورها لا تعكس المخاوف الحالية المتعلقة باحتمالية حدوث ركود وأيضا أزمة البنوك.

هل أخطأ المستثمرون؟

شهدت الأسواق منذ نهاية العام الماضي خفض المستثمرون انكشافهم على صناديق الأسهم بحثًا عن مكان "آمن" لوضع استثماراتهم حيث شهدت صناديق الأسهم المشتركة تدفقات نقدية خارجية أكثر من داخلية في كل شهر من عام 2022.

وبلغت التدفقات الخارجة ذروتها مع تدفق خارجي بقيمة 94.7 مليار دولار في ديسمبر/كانون الأول، وفقًا لدراسة أجرتها "Investment Company Institute" واطلعت عليها "العربية.نت" ليصل بذلك قيمة التدفقات الخارجية من الأسهم الأميركية خلال عام 2022 بأكمله نحو 472 مليار دولار.

وبحال تم افتراض أن الأموال لم تتم إعادة استثمارها، فقد فات المستثمرون فرصة جني أرباح من مؤشر S&P 500 تقدر بقرابة 8.6% منذ بداية عام 2023 وأيضا من مؤشر ناسداك 100 والذي بدوره ارتفع بنسبة 22% هذا العام.