العدد 5319
الإثنين 08 مايو 2023
banner
نظر في المرآة... فماذا قالت له؟
الإثنين 08 مايو 2023

اعتاد الخبير أن يصطحب معه أحد المديرين عند حضوره أي اجتماع أو عند زيارته لمسؤولين داخل المؤسسة أو خارجها. كان هذا المدير يتصف بشخصية متواضعة وهادئة وقليل الكلام ولم يكن معروفًا لدى المسؤولين في خارج المؤسسة. وهذا هو المعيار الأساس في اختياره.

وقد اعتاد هذا الخبير أن ينظر في مرآته السحرية عند عودته من أي فعالية ويسألها: ألم أكن أنا سيد الموقف؟ ويأتيه الجواب إيجابًا فيزداد إعجابًا بنفسه.


اختلفت الصورة عندما قرر الخبير أن يغير ذاك المدير بمدير آخر، ولكن فاته أن يقوم بالتحليل اللازم لشخصية المدير الجديد الذي سيصطحبه معه عند حضوره الفعاليات. فقد لاحظ، وفي أول لقاء له مع مسؤول في إحدى المؤسسات، لاحظ اهتمام هذا المسؤول بالحديث مع المدير وتوجيه المديح والإطراء له وإشادته بتاريخه المهني المميز وأنه معروف لدى كثيرين من المسؤولين في المؤسسات.


عاد الخبير إلى مكتبه وأسرع إلى مرآته السحرية ليسألها كالمعتاد: ألم أكن أنا سيد الموقف؟ وجاءته الإجابة الصادمة: كلا سيدي، فهناك من ينافسك هذه المرة. وعاد الخبير إلى اصطحاب المدير السابق بعد أن عرف خطأه في الاختيار.


سيدي القارئ، ألا يعود بك هذا الموقف إلى سنوات خلت عندما كنا نشاهد مسرحية معروفة في ذات سياق سلوكيات هذا الخبير؟ عودة لشخصية الخبير، ألا نستطيع أن نصفها بالنرجسية والتي تقول عنها بعض المصادر إنها: “اهتمام استثنائي بالذات أو الإعجاب بها... وإنها الإفراط في حب الذات وتضخيم الفرد من أهميته وقدراته”؟ ألا تعتقد بأن مثل هذه السلوكيات لدى أي مسؤول تجعل التعامل معه صعبًا؟ هل مثل هذه الشخصيات نادرة الوجود في بيئات العمل؟

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية