تحت جنح الظلام وخلف أعين الرقابة، تجد الشاحنات والصهاريج ملاذها الآمن للقفز على الأنظمة والقوانين، عبر استغلال الأراضي الفضاء في بعض المناطق لتفريغ حمولاتها من المياه العادمة ومخلفات البناء، بما يؤدي إلى الإضرار بالبيئة والصحة العامة، ويلقي عبئه على الجهات المختصة لمعالجة الآثار والتداعيات المترتبة على هذه السلوكيات.

مشهد متكرر ترصده عيون الأهالي في المنطقة الواقعة بين عالي والرملي.

شاحنات وصهاريج بحمولات متنوعة وفي أوقات متفرقة اعتادت تفريغ حمولتها في الأملاك الخاصة في تلك المنطقة، مستترة بأجنحة الظلام والبعد عن المناطق المأهولة بالسكان، في سبيل اختصار الوقت والجهد المستغرق لتفريغ حمولاتها في المناطق المخصصة لها.

يقول الممثل البلدي للمنطقة عبدالله عاشور في حديثه لـ "البلاد" حول هذه التجاوزات: تم رصد العديد من الحالات سابقا وتوثيقها من قبل الأهالي الذين عمدوا إلى التبليغ عنها لدى بلدية المنطقة الشمالية، والتي قامت بدورها باتخاذ الإجرءات القانونية بحق الشاحنات المخالفة.

وأشار إلى أنه بالرغم من ذلك إلا أن هذه التجاوزات مازالت مستمرة، وهو ما يدعو إلى أهمية الاستمرار في رصد هذه التجاوزات والتبليغ عنها عبر تسجيل كافة الملابسات بما فيها لوحة المركبة ووقت الحادثة، بما يساعد الجهات المختصة على القيام بدورها في مخالفة المتجاوزين، الذين يتسببون بهذه السلوكيات في انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة والكلاب الضالة.

وجدد دعوته للشركات للالتزام بالقوانين الخاصة بآليات تفريغ حمولات المخلفات بكافة أنواعها، وذلك عبر تفريغها في الأماكن المخصصة، ليتم التخلص منها بشكل آمن ولا يتسبب بالإضرار بالبيئة والصحة.