كلمة لا تتعدى الحروف الثلاثة، لكنها بالغة الأثر في حياتنا، فالحياة بلا أمل ضرب من المستحيل، حين نرنو نحو أهداف عظيمة، فنصطدم بجدران الفشل والتثبيط وتقليل الشأن، ونأمل في الشفاء من الأمراض والأدواء المميتة، فتطيح بآمالنا ثوابت العلوم والطب، ونرجو الخلاص من الكروب والمحن والبلايا، فيهز رجاءنا كرب آخر وينزل على رؤوسنا بلاء جديد.. هنا نحن بأشد الحاجة للأمل كزرع ننبت نباته في قلوبنا الواثقة بأن لا شيء أمام جلال الله مستحيل.
لا يرتبط الشعور بالأمل بديانة أو ملة، فالمرء مجبول على الأمل الذي لولاه لما طاق العيش في عالم الأرزاء والمحن، ولولاه لما كانت لحياتنا فائدة ترجى. كالماء والهواء، الأمل نعمة أنعم الله بها علينا لنحلم بالمستحيل، فنقول للشيء “كن فيكون” بإذن الله وبسعينا نحو تحقيق ما نريد.
ذلك الأمل هبة معجزة، لا يملك المرء تفسيرها بدقة؛ ففي اللحظة التي توصد فيها كل الأبواب في وجوهنا ويستشري اليأس في نفوسنا، تلمع بين أعيننا بارقة أمل لتتبدل أحوالنا من عسر إلى يسر ومن شقاء إلى سعادة ومن علة إلى برء.
الممتلئون بالأمل لا يشيخون أبداً ولا يشقون، لأنهم يدركون بأن بعد العسر يسرا، وبأن الأسى يعقبه الفرح، وبأن الله سبحانه وتعالى لا يترك عبدا تحت سمائه ضائعا وهو يأمل فضله ورحمته؛ فبين لحظة عين وانتباهتها يبدل الله من حال إلى حال.
كاتبة بحرينية