أصحاب الأثر الطيب باقون حاضرون مثل العطر يفوح عبيره أين ما حلت ذكراهم، هم الغائبون الحاضرون.
قصة أثر خطتها سيدة سعودية فاضلة بأفعالها وسلوكها الإنساني، ومهدت الطريق لمن خلفها وأعطت درسا وحكمة في أن ثروة الإنسان التي لا تفنى هي الأثر الطيب. إنها الراحلة الباقية بذكراها الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز آل سعود رحمة الله عليها، كان لها منظور خاص في مفهوم العمل الخيري والإحسان، حيث إنها لم تنتظر من يأتيها لطلب العون والمساعدة، بل كانت باحثة عن كل محتاج على الرغم من أنها جعلت من بيتها ملجأ لكل قاصد،
وساهمت في إغاثة الملهوف ونصرة المظلوم ماديا ومعنويا، سلوكها الإسلامي الأصيل وخلقها الرفيع وكل صفاتها التي تتمحور حول المروءة والكرم كانت سبب تأصيل هذا النهج.
وتخليدا لذكراها بعد وفاتها صدر مرسوم ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمة الله عليه آن ذاك بإنشاء مؤسسة جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز آل سعود للتميز في العمل الاجتماعي، وذلك لترسيخ ثقافة العمل الخيري والإنساني وتعزيزا لقيمه النبيلة بما يتواكب مع العصر الحالي من خلال بث روح التنافس بين رواد العمل الاجتماعي ومنظماته وتحفيز الجهات الحكومية والأهلية على التميز والإبداع ودعم الوقف الإسلامي، وكذلك إبراز الجوانب المشرقة والمضيئة للمجتمع المستمد صفاته من الدين الحنيف لبناء إرث وطني حميد يتسم بروح العطاء والمسؤولية الاجتماعية. وقد حصلت مؤسسة الأميرة صيتة على جائزة وتهنئة من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة كونها أفضل داعم وراع للأسر المنتجة على مستوى الدول العربية لعام 2015.
وفي انطلاق الدورة العاشرة للجائزة تميزت بتنوع البرامج وشمولية المواضيع وتغطية مبادراتها كل شرائح المجتمع وبقيادة الأمين العام للجائزة الدكتور فهد بن حمد المغلوث الذي يؤكد دوما أن الجائزة هدفها التميز في مجالها والارتقاء في مستوى الإنجازات، وبأن طموحها لا حدود له، والجديد اليوم في هذه الجائزة أنها تنظم أربع جوائز اجتماعية مرموقة بجانب منصات إلكترونية ومراكز اجتماعية مهنية متخصصة ونوعية، وبهذه المناسبة نشكر جميع القائمين على هذه المؤسسة والجائزة البناءة لحسن الأداء والضيافة والاستقبال، ونتمنى لهم المزيد من التقدم والازدهار في ظل صاحب الجلالة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان. ولا يسعنا إلا القول لست إلا راحلا ولن يبقى إلا طيب الأثر.. رحم الله الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز آل سعود. 
أخصائية المنظمات الدولية