+A
A-

أشهر إسلامه ليحظى بحضانة الأولاد من أمهم المسيحية

محمد التاجرقال‭ ‬المحامي‭ ‬محمد‭ ‬التاجر،‭ ‬وفي‭ ‬واقعة‭ ‬فريدة‭ ‬من‭ ‬نوعها،‭ ‬إن‭ ‬بريطاني‭ ‬الجنسية‭ ‬تعرّف‭ ‬على‭ ‬أثيوبية‭ ‬الجنسية،‭ ‬وقد‭ ‬جمع‭ ‬بينهما‭ ‬العمل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تزوجا،‭ ‬ورزقا‭ ‬بطفلين‭.‬

وكان‭ ‬البريطاني‭ ‬قد‭ ‬تبنى‭ ‬طفلا‭ ‬سابقا‭ ‬للأثيوبية،‭ ‬واستمر‭ ‬زواجهما‭ ‬مستقرا،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بدأت‭ ‬المشاكل‭ ‬تطفو‭ ‬جراء‭ ‬خلافات‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬حتى‭ ‬وصل‭ ‬بهما‭ ‬المطاف‭ ‬إلى‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬سلامة‭ ‬الجسد‭ ‬لكل‭ ‬منهما‭.‬

‭ ‬وعليه،‭ ‬تقدم‭ ‬البريطاني‭ ‬بدعوى‭ ‬مطالباً‭ ‬فيها‭ ‬بمنع‭ ‬الأثيوبية‭ ‬وأبنائه‭ ‬من‭ ‬مغادرة‭ ‬البحرين،‭ ‬حيث‭ ‬اختتمت‭ ‬الدعوى‭ ‬بالموافقة‭ ‬على‭ ‬طلبه‭ ‬بمنع‭ ‬أبنائه‭ ‬من‭ ‬السفر،‭ ‬وعدم‭ ‬قبول‭ ‬طلبه‭ ‬بشأن‭ ‬منع‭ ‬الزوجة،‭ ‬وإثر‭ ‬ذلك،‭ ‬تقدمت‭ ‬الزوجة‭ ‬بدعوى‭ ‬مقابلة،‭ ‬طلبت‭ ‬فيها‭ ‬الطلاق‭ ‬من‭ ‬الزوج‭ ‬نظرتها‭ ‬المحاكم‭ ‬المدنية‭ ‬البحرينية،‭ ‬كونها‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬لغير‭ ‬المسلمين‭.‬

وقد‭ ‬وقع‭ ‬الاختصاص‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى‭ ‬للمحاكم‭ ‬المدنية‭ ‬البحرينية،‭ ‬لكون‭ ‬الأطراف‭ ‬لهم‭ ‬محل‭ ‬إقامة‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬الأطراف‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬الجنسية‭ ‬البحرينية،‭ ‬إلا‭ ‬انه‭ ‬وبحسب‭ ‬قانون‭ ‬المرافعات‭ ‬المدنية‭ ‬والتجارية‭ ‬البحريني،‭ ‬تختص‭ ‬المحاكم‭ ‬المدنية‭ ‬بالفصل‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬المنازعات،‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالمسائل‭ ‬المدنية‭ ‬والتجارية،‭ ‬وبالأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬لغير‭ ‬المسلمين‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الدعوى‭ ‬يكون‭ ‬القانون‭ ‬الواجب‭ ‬التطبيق‭ ‬على‭ ‬الأطراف‭ ‬قانون‭ ‬الدولة‭ ‬التي‭ ‬ينتمون‭ ‬إليها‭ ‬بجنسيتهم،‭ ‬ويشترط‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬ألا‭ ‬تكون‭ ‬أحكامه‭ ‬مخالفة‭ ‬للنظام‭ ‬أو‭ ‬الآداب‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ويقع‭ ‬على‭ ‬الأطراف‭ ‬عبء‭ ‬تقديم‭ ‬القانون‭ ‬الأجنبي،‭ ‬الواجب‭ ‬التطبيق‭ ‬على‭ ‬دعواهم‭ ‬للمحكمة‭. ‬

وعلى‭ ‬ذلك‭ ‬حكمت‭ ‬المحكمة‭ ‬الزوجة‭ ‬بالطلاق،‭ ‬وببقاء‭ ‬حضانة‭ ‬الأبناء‭ ‬لديها،‭ ‬وأيدت‭ ‬هذا‭ ‬الحكم‭ ‬محاكم‭ ‬التمييز‭ ‬البحرينية‭. ‬

وفي‭ ‬خضم‭ ‬هذا‭ ‬النزاع،‭ ‬كان‭ ‬الزوج‭ ‬يمتنع‭ ‬عن‭ ‬الإنفاق‭ ‬على‭ ‬أبنائه،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬أهمل‭ ‬دفع‭ ‬أقساطهم‭ ‬المدرسية،‭ ‬مما‭ ‬حدا‭ ‬بالمدرسة‭ ‬لإرسال‭ ‬إخطارات‭ ‬تطالبه‭ ‬بدفع‭ ‬المستحقات‭ ‬المدرسية‭ ‬للأطفال،‭ ‬وإلا‭ ‬اضطرت‭ ‬لمنعهم‭ ‬من‭ ‬حضور‭ ‬المدرسة،‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬لذلك‭ ‬من‭ ‬أثر‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬نفسية‭ ‬الأطفال‭.‬

كما‭ ‬وأن‭ ‬الزوج‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬الملزم‭ ‬بدفع‭ ‬رسوم‭ ‬الكهرباء،‭ ‬وبدفع‭ ‬أجرة‭ ‬المسكن‭ ‬الذي‭ ‬كانت‭ ‬تسكن‭ ‬فيه‭ ‬الزوجة‭ ‬مع‭ ‬الأبناء،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬امتنع‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬انقطاع‭ ‬الكهرباء‭ ‬عنهم،‭ ‬وامتنع‭ ‬عن‭ ‬دفع‭ ‬الإيجار‭ ‬الشهري،‭ ‬مما‭ ‬أدخل‭ ‬طليقته‭ ‬في‭ ‬ديون،‭ ‬ونزاع‭ ‬قضائي‭ ‬بشأن‭ ‬الأجرة‭.‬

‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنها‭ ‬قدمت‭ ‬طلبا،‭ ‬بإدخاله‭ ‬كطرف‭ ‬في‭ ‬الدعوى‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬ضدها‭ ‬بشأن‭ ‬المطالبة‭ ‬بمبالغ‭ ‬الإيجار‭ ‬المتأخرة،‭ ‬كونه‭ ‬الملزم‭ ‬بدفع‭ ‬الأجرة‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬المحكمة‭ ‬لم‭ ‬تقبل‭ ‬ذلك،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬تحميلها‭ ‬جميع‭ ‬المبالغ،‭ ‬وطردها‭ ‬هي‭ ‬والأبناء‭ ‬من‭ ‬المسكن‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يحرك‭ ‬والدهم‭ ‬ساكناً‭.‬

‭ ‬كما‭ ‬وأن‭ ‬النتيجة‭ ‬وببقاء‭ ‬حضانة‭ ‬الأبناء‭ ‬لدى‭ ‬والدتهم،‭ ‬لم‭ ‬ترضِ‭ ‬الزوج،‭ ‬وعليه‭ ‬لجأ‭ ‬إلى‭ ‬إشهار‭ ‬إسلامه‭ ‬والاستعانة‭ ‬بالمحاكم‭ ‬الشرعية‭ ‬للمطالبة‭ ‬بحضانة‭ ‬أبنائه،‭ ‬لكونها‭ ‬المحكمة‭ ‬المختصة‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الأحوال‭ ‬الشخصية‭ ‬للمسلمين،‭ ‬إذ‭ ‬ان‭ ‬قانون‭ ‬الأسرة‭ ‬البحريني‭ ‬هو‭ ‬المعني‭ ‬بتنظيم‭ ‬شؤون‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬البحرين،‭ ‬ويشترط‭ ‬هذا‭ ‬القانون‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الحاضن‭ ‬مسلم‭ ‬الديانة،‭ ‬وعليه‭ ‬ببقاء‭ ‬الطليقة‭ ‬على‭ ‬ديانتها‭ ‬المسيحية‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬نظر‭ ‬المحاكم‭ ‬الشرعية‭ ‬لدعوى‭ ‬الحضانة،‭ ‬بعد‭ ‬انتقال‭ ‬الزوج‭ ‬من‭ ‬المسيحية‭ ‬للإسلام‭ ‬بهدف‭ ‬كسب‭ ‬الحضانة،‭ ‬انتقلت‭ ‬حضانة‭ ‬الأبناء‭ ‬من‭ ‬والدتهم‭ ‬إلى‭ ‬والدهم،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬انتهت‭ ‬عليه‭ ‬الدعوى‭ ‬بضم‭ ‬حضانة‭ ‬الأبناء‭ ‬لوالدهم‭.‬

‭ ‬وعليه‭ ‬استسلمت‭ ‬والدتهم‭ ‬لهذا‭ ‬الحكم،‭ ‬حيث‭ ‬ان‭ ‬مبتغاها‭ ‬الوحيد‭ ‬مصلحة‭ ‬أبنائها،‭ ‬وارتأت‭ ‬مصلحتهم‭ ‬في‭ ‬بقائهم‭ ‬مع‭ ‬والدهم،‭ ‬كونه‭ ‬ميسور‭ ‬الحال،‭ ‬ولن‭ ‬يمتنع‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬بقائهم‭ ‬عنده‭ ‬عن‭ ‬توفير‭ ‬حياة‭ ‬كريمة‭ ‬لهم،‭ ‬وبعد‭ ‬ذلك‭ ‬توصل‭ ‬الطرفان‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقية‭ ‬صلح‭ ‬بشأن‭ ‬تنظيم‭ ‬مواعيد‭ ‬زيارة‭ ‬الأبناء،‭ ‬وعليه‭ ‬ستتمكن‭ ‬والدتهم‭ ‬من‭ ‬رؤيتهم‭ ‬خلال‭ ‬مواعيد‭ ‬محددة،‭ ‬وفقاً‭ ‬للاتفاقية‭. ‬

علما‭ ‬أن‭ ‬الزوج‭ ‬لم‭ ‬يقف‭ ‬عند‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬من‭ ‬الأذى‭ ‬الذي‭ ‬أوقعه‭ ‬على‭ ‬الزوجة‭ ‬ورفع‭ ‬دعوى‭ ‬طلب‭ ‬فيها‭ ‬تعديل‭ ‬بيانات‭ ‬السجل‭ ‬التجاري‭ ‬للشركة‭ ‬التي‭ ‬كلاهما‭ ‬مؤسس‭ ‬ومساهم‭ ‬وشريك‭ ‬فيها‭ ‬مطالباً‭ ‬بحذف‭ ‬اسمها‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬أسماء‭ ‬الشركاء،‭ ‬وعزلها‭ ‬من‭ ‬الشراكة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عدالة‭ ‬المحكمة‭ ‬رأت‭ ‬رفض‭ ‬طلبه‭.‬