انتهى المونديال الكروي الأكثر حظًا من المتابعة، حيث نال مونديال كأس العالم اهتمامًا كبيرًا من المهتمين بكرة القدم ومن غير المهتمين بها ترقبًا وانتظارًا لما سيسفر عنه مسلسل الإثارة والجدل الذي دار حول هذا المونديال منذ لحظة الإعلان عن إقامته بالدوحة.
النجاح العربي كان لافتًا في المستوى الفني المتميز الذي قدمته المنتخبات العربية المشاركة، والذي أدخل السرور لقلوب جميع العرب وهم يشاهدون منتخب السعودية وهو يقهر الأرجنتين ومنتخب تونس وهو يفوز على فرنسا ليبلغ الفخر والاعتزاز مداه بمنتخب المغرب وهو يشق طريقه بثقة كبيرة بين الكبار ليحصل على المركز الرابع محققًا أرقامًا قياسية عديدة وإنجازًا تاريخيًا غير مسبوق.
الدروس الأهم هنا أن القدرة على المنافسة يمكن أن تنتقل إلى المجالات الأكثر أهمية كالتنمية والاقتصاد والتجارة والثقافة وغيرها، والنجاح العربي لم يتوقف عند الحدود الكروية بل تخطاه بفوز ثمين يثبت قدرة وإمكانيات العرب حينما تم إسكات صوت كل من يدعو لرذيلة أو يحاول الترويج للشاذ من القيم والسلوكيات، وفرض احترام قيمنا وأخلاقنا على الجميع طوعًا أو كرهًا، وإظهار كل من يحاول الالتفاف على ذلك بمظهر قبيح للعالم أجمع، خصوصا بعد أن سقطوا جميعًا كرويًا كما سقطوا أخلاقيًا، فكانت العبرة أبلغ والدرس أعمق بأننا قادرون على إحداث تغيير مماثل على النظام الدولي بأكمله كي يراعي الفروقات بين الثقافات ويقيم وزنًا لخصوصيات الدول والمجتمعات ويحترم مبادئ كل الديانات، ولا يتم ترديد نفس الاتهامات والمزاعم الباطلة ضد الدول العربية والإسلامية التي تقوم كلها على عدم فهم أو احترام الشريعة الإسلامية وأحكامها.
كما أننا قادرون على فرض قضايانا والدفاع عن مواقفنا وتحقيق مصالحنا شريطة أن نجتمع ضد كل من يحاول هدم قيمنا وإشاعة الفاحشة بيننا.
* كاتب مصري متخصص في الشؤون الدولية