لقد حدد الخطاب الذي تفضل بتوجيهه ملك البلاد المعظم حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، في افتتاح دور الانعقاد الأول من الفصل التشريعي السادس لمجلسي الشورى والنواب، بوصلة العمل الوطني للمرحلة المقبلة على الصعد المحلية والخارجية كافة، وكعادة جلالته في جميع خطاباته يكون المواطن البحريني في قلب الاهتمام ومحور ارتكاز النطق السامي.

كان الخطاب الملكي السامي مفعما بالنظرة المستقبلية المتفائلة لمسارات التنمية في مملكة البحرين، ارتكازا إلى التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وما أثبتته التجربة من قدرات لفريق البحرين الذي قاده ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، حفظه الله، بكل كفاءة واقتدار.

وجاء التأكيد الملكي لمواصلة الجهود الحكومية في تنفيذ خطة التعافي الاقتصادي وبرامج التوازن المالي، وبتوضيح نتائج الشراكة مع القطاع الخاص على تنويع الاقتصاد الوطني، والعائد من الاستثمارات على النمو الاقتصادي، وبرامج التدريب والتعليم التي تتبناها الحكومة لزيادة الإنتاجية؛ ليعكس الحرص على توجيه نتائج ذلك ومردوده الإيجابي على المستويات المعيشية للأسرة البحرينية.

ونظرا للغزو الثقافي الذي تتعرض له البلدان بأفكار بعيدة كل البعد عن قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا، فقد أكد جلالته رفض المساس بمنظومة قيمنا وتقاليدنا، وعدم اعتماد إلا ما ينال توافق الجميع، لتقف بلادنا، بعون المولى وبعزم أبنائها وبناتها، كالبنيان المرصوص في وجه أي غزو فكري.

إن السلطتين التنفيذية والتشريعية أمام مسؤوليات عظيمة ومهام كبيرة في المرحلة المقبلة للمضي وفق ما رسمه الخطاب الملكي السامي، وإننا في صحيفة “البلاد” سنظل على عهدنا داعمين ومساندين لكل توجه يرتقي بالوطن ويحقق قيمة مضافة لمكتسبات الوطن، مستلهمين روح البذل والعزم في دعم مسيرة العمل الوطني من جلالة الملك المعظم وصاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله.