+A
A-

جنان العلوي: برنامج تمكين “التدريب العملي العالمي” ساهم في صقل خبراتي ونجاحي

انطلقت في حياتها العملية بحماس ونجاح في الوقت ذاته، فما إن تخرجت وهي تحمل بكالوريوس الهندسة المدنية من جامعة البحرين العام 2016 حتى سعت لنيل شهادات في إدارة المشروعات والتلوث البحري وإدارته والوقاية منها، واهتمت بالتدريب العملي في ميدان الهندسة المدنية وحرصت على اكتساب المهارات في مجالات مهمة مثل فحص مواقع المشروعات لرصد التقدم المحرز وضمان الامتثال لمواصفات التصميم، وإعداد التقارير اليومية والقوائم والمتطلبات وإدارة برنامج البناء، علاوة على اكتساب المهارات في تصميم الفلل من طابق وطابقين، وكان الجانب البحثي أساس اهتماماتها، فأعدت ورقة بحثية عن تدعيم المباني التاريخية تضمنت دراسة أسباب عيوب البناء والمشكلات التي تواجه المهندسين المدنيين وطرق التعامل مع المباني التاريخية التراثية المهمة في مملكة البحرين.

فرصة‭ ‬مليئة‭ ‬بالتحديات

تأخذنا‭ ‬جنان‭ ‬العلوي‭ ‬إلى‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭ ‬أولًا،‭ ‬فهي‭ ‬اختصاصية‭ ‬سلامة‭ ‬وصحة‭ ‬وجودة‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬شركة‭ ‬seapeak‭ ‬البحرين،‭ ‬وهي‭ ‬شركة‭ ‬متخصصة‭ ‬في‭ ‬نقل‭ ‬الغاز‭ ‬المسال،‭ ‬وهذا‭ ‬المجال‭ ‬الذي‭ ‬تحبه‭ ‬جعلها‭ ‬تكتسب‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬المعرفة‭ ‬العملية‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬النفايات‭ ‬الصلبية‭ ‬وإجراءات‭ ‬البيئة‭ ‬والصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬والمهام‭ ‬الميدانية،‭ ‬وهذه‭ ‬كلها‭ ‬تتطلب‭ ‬مهارات‭ ‬تحفيزية‭ ‬وتواصلية‭ ‬وقيادية‭ ‬ممتازة،‭ ‬فهي‭ ‬كما‭ ‬تقول،‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لفرصة‭ ‬جديدة‭ ‬مليئة‭ ‬بالتحديات‭ ‬لتعزيز‭ ‬الخبرة‭ ‬وترسيخ‭ ‬مسيرتها‭ ‬المهنية.

وتعرفنا‭ ‬عن‭ ‬بعض‭ ‬المهام‭ ‬الحيوية‭ ‬للغاية‭ ‬ومنها‭ ‬وضع‭ ‬معايير‭ ‬الإدارة‭ ‬البيئية‭ ‬وتحديد‭ ‬الأهداف‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الأثر‭ ‬البيئي‭ ‬لعمليات‭ ‬المحطة‭ ‬وتقديم‭ ‬توصيات‭ ‬للتحسينات،‭ ‬وتوفير‭ ‬التوجيهات‭ ‬والتحديثات‭ ‬التنظيمية‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالامتثال‭ ‬البيئي‭ ‬والمتطلبات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬مراجعة‭ ‬ومراقبة‭ ‬وتحديث‭ ‬وتنفيذ‭ ‬وثائق‭ ‬وإجراءات‭ ‬الإدارة‭ ‬البيئية،‭ ‬والإشراف‭ ‬الفعال‭ ‬وإدارة‭ ‬البيانات‭ ‬والتقارير‭ ‬البيئية،‭ ‬وإجراء‭ ‬مراجعة‭ ‬الموقع‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬لضمان‭ ‬الامتثال‭ ‬للإجراءات‭ ‬والقوانين‭ ‬الوطنية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إعداد‭ ‬تقارير‭ ‬التفتيش‭ ‬الميدانية.

جهود‭ ‬نساء‭ ‬البحرين

بسرور‭ ‬بالغ،‭ ‬تعبر‭ ‬جنان‭ ‬عن‭ ‬شعورها‭ ‬بالفخر‭ ‬والاعتزاز‭ ‬ونحن‭ ‬نعيش‭ ‬مناسبة‭ ‬يوم‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬فمن‭ ‬جهة،‭ ‬ترى‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬تقدر‭ ‬دور‭ ‬وعطاء‭ ‬المرأة،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬فإن‭ ‬المرأة‭ ‬لها‭ ‬مكانتها‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وتحظى‭ ‬بالمساندة‭ ‬والدعم‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أسرتها‭ ‬ومن‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية،‭ ‬وتضيف‭ ‬قولها:‭ ‬“هي‭ ‬عملية‭ ‬متواصلة..‭ ‬نستذكر‭ ‬جهود‭ ‬النسوة‭ ‬قبل‭ ‬خمسين‭ ‬عامًا‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬نقرأ‭ ‬ونبحث،‭ ‬فجهودهن‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬المرأة‭ ‬والسعي‭ ‬لحصولها‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬الحقوق‭ ‬في‭ ‬التعليم‭ ‬والصحة‭ ‬والعمل‭ ‬أثمرت‭ ‬ما‭ ‬نعيشه‭ ‬اليوم،‭ ‬ولولا‭ ‬تلك‭ ‬الجهود‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬نساء‭ ‬البحرين‭ ‬ممن‭ ‬استثمرن‭ ‬علمهن‭ ‬وخبرتهن‭ ‬لما‭ ‬وصلنا‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬المكانة‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬إليها‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬اليوم،‭ ‬فباختصار،‭ ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬جهودًا‭ ‬وليدة‭ ‬اللحظة،‭ ‬ونحن‭ ‬نحمل‭ ‬العرفان‭ ‬لأولئك‭ ‬الرموز‭ ‬من‭ ‬نساء‭ ‬الوطن”.

مبادرات‭ ‬متقدمة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بما‭ ‬تحقق‭ ‬من‭ ‬مكتسبات‭ ‬خلال‭ ‬العهد‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لعاهل‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬ترى‭ ‬جنان‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مؤشرات‭ ‬واضحة‭ ‬تدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الإنجازات‭ ‬التي‭ ‬تحققها‭ ‬المرأة‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬إيمان‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬بدورها‭ ‬وبحتمية‭ ‬مشاركتها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬شهدناه‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأخيرة‭ ‬للمرأة‭ ‬ترشحًا‭ ‬وتصويتًا..‭ ‬أي‭ ‬كونها‭ ‬ناخبة‭ ‬لها‭ ‬حق‭ ‬التصويت،‭ ‬وكونها‭ ‬مترشحة‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية‭ ‬والبلدية،‭ ‬هذا‭ ‬من‭ ‬ناحية،‭ ‬ثم‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى‭ ‬فإن‭ ‬صاحبة‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأميرة‭ ‬سبيكة‭ ‬بنت‭ ‬إبراهيم‭ ‬آل‭ ‬خليفة،‭ ‬قرينة‭ ‬جلالة‭ ‬العاهل‭ ‬المعظم‭ ‬رئيسة‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للمرأة‭ ‬كانت‭ ‬وما‭ ‬تزال‭ ‬تمتلك‭ ‬الرؤية‭ ‬والاستراتيجية‭ ‬لأن‭ ‬ينجز‭ ‬المجلس‭ ‬المبادرات‭ ‬المتقدمة‭ ‬والناجحة‭ ‬تلو‭ ‬الأخرى،‭ ‬وهي‭ ‬المبادرات‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬مصاف‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تمكين‭ ‬وتقدم‭ ‬المرأة.

تحقيق‭ ‬استدامة‭ ‬الأعمال

وتتحدث‭ ‬عن‭ ‬تخصصها‭ ‬المهني‭ ‬فتشير‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬تخرجها‭ ‬من‭ ‬الجامعة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2017:‭ ‬نلت‭ ‬وظيفة‭ ‬ممتازة‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬“البا‭ ‬الخط‭ ‬السادس”،‭ ‬ثم‭ ‬بفضل‭ ‬الله‭ ‬نلت‭ ‬وظيفة‭ ‬أخرى‭ ‬وأحببت‭ ‬مجال‭ ‬عملي‭ ‬كثيرًا،‭ ‬لاسيما‭ ‬أنني‭ ‬بأول‭ ‬وظيفة‭ ‬لي‭ ‬حصلت‭ ‬على‭ ‬دعم‭ ‬المسؤولين‭ ‬وتشجيعهم‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تتفتح‭ ‬لي‭ ‬الفرصة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬نحو‭ ‬فرصة‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬وظيفة‭ ‬أفضل،‭ ‬ومجال‭ ‬الصحة‭ ‬والسلامة‭ ‬وجودة‭ ‬البيئة‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬المهمة؛‭ ‬لأنه‭ ‬يحقق‭ ‬استدامة‭ ‬الأعمال‭ ‬ومطلوب‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مجال‭ ‬عمل،‭ ‬فأن‭ ‬تهتم‭ ‬بصحة‭ ‬الناس‭ ‬وسلامتهم‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬قمة‭ ‬الاهتمام‭ ‬باستدامة‭ ‬الإنتاج‭ ‬ودوران‭ ‬عجلته.

إحساس‭ ‬يغرس‭ ‬فيّ‭ ‬العزيمة

وتختتم‭ ‬حديثها‭ ‬برسالة‭ ‬لها‭ ‬طابع‭ ‬الشباب‭ ‬والطموح‭ ‬حيث‭ ‬تقول‭ ‬إن‭ ‬كل‭ ‬امرأة‭ ‬وكل‭ ‬فتاة‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تؤمن‭ ‬بنفسها‭ ‬وبقدراتها،‭ ‬وتغرس‭ ‬الإحساس‭ ‬بأنها‭ ‬قادرة‭ ‬في‭ ‬عزيمتها‭ ‬واجتهادها‭ ‬وتستطيع‭ ‬أن‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬غايتها‭ ‬متسلحة‭ ‬بالإيمان‭ ‬والتوفيق‭ ‬من‭ ‬نرب‭ ‬العالمين،‭ ‬وأن‭ ‬تصبح‭ ‬هي‭ ‬أيضًا‭ ‬مصدر‭ ‬إلهام‭ ‬لغيرها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬قصص‭ ‬نجاح‭ ‬متميزة.

تمكين‭ ‬دعمت‭ ‬وسهلت‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برنامجها‭ ‬“برنامج‭ ‬التدريب‭ ‬العملي‭ ‬العالمي”‭ ‬في‭ ‬حصولي‭ ‬على‭ ‬فرصة‭ ‬العمل‭ ‬ضمن‭ ‬فريق‭ ‬الشركة‭ ‬التي‭ ‬أعمل‭ ‬بها‭ ‬حاليا‭ ‬ومقرها‭ ‬في‭ ‬بريطانيا‭ ‬.

طبعا‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭  ‬التدريبي‭ ‬كان‭ ‬فرصة‭ ‬لاكتساب‭ ‬خبرة‭ ‬عالمية‭ ‬من‭ ‬مكتبنا‭ ‬الرئيس‭ ‬لإدارة‭ ‬عمليات‭ ‬الشركة‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الطاقة‭ ‬والوقود‭ ‬تحديدا‭ ‬مجال‭ ‬الغاز‭ ‬المسال.

امتد‭ ‬البرنامج‭ ‬التدريبي‭ ‬لمدة‭ ‬ستة‭ ‬أسابيع‭ ‬فكان‭ ‬فيه‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الخبرات‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬وأقسام‭ ‬متعدد‭ ‬من‭ ‬الشركة‭ ‬مثل‭ ‬مراقبة‭ ‬الصحة‭ ‬والجودة‭ ‬والسلامة‭ ‬والبيئة‭ ‬وإدارة‭ ‬المخاطر‭ ‬وأساسيات‭ ‬العملية‭ ‬الإدارية‭ ‬وطبعا‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬التدريبات‭ ‬والخبرات‭ ‬التي‭ ‬اكتسبتها‭ ‬هو‭ ‬بفضل‭ ‬برنامج‭ ‬تمكين‭ ‬“التدريب‭ ‬العملي‭ ‬العالمي”.‭ ‬