+A
A-

أدباء ونقّاد يستعرضون مفهوم النقد الأدبي مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي

أكّد أدباء ونقّاد أنّ فنّ النقد في عالمنا اليوم مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي لم يعد يخضع لمعايير أكاديمية أو علميّة منهجيّة، في حين اختفى الناقد الذي يقوم بدوره الحقيقي بين الكاتب والقارئ، سواء في تفسير النصوص أو تقييم المحتوى وجودته الأدبيّة. جاء ذلك خلال جلسة بعنوان "بين النقد والإبداع" ضمن الفعاليات الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب 2022، الذي يقام تحت شعار "كلمة للعالم" ويستمر حتى 13 نوفمبر الجاري.

استضافت الجلسة التي أدارتها شيخة المطيري، كلاً من الأديب الناقد سلطان العميمي، والأديب نجم والي، والكاتب والروائي علي بدر، حيث استعرضوا التغيرات التي مرّ بها النقد في مختلف المجالات الأدبيّة وتحديداً الإبداعيّة منها.

وقال سلطان العميمي: "نتحدث عن مسألة شائكة وعليها خلاف كبير، فمفهوم النقد تعرض لتغيرات كثيرة وأتوقع أن يتعرض لتغيرات أخرى على صعيد المفهوم والأبعاد، والآن مع تعدد وسائل التواصل الاجتماعي فقد تداخل مفهوم النقد مع مفهوم الرأي الشخصي، ولا شك أنّ لكل منهما تعريفه الخاص".

وأضاف: "الرأي حق للجميع ولكن هل النقد حق للجميع؟ من وجهة نظري النقد له مفهوم أكاديمي علمي وله مفهوم آخر شخصي عند الكثير ممن يرون أنّ لديهم الحق في نقد كتاب أو فيلم على سبيل المثال، بينما يرى الناقد الأكاديمي أن التعبير عن رأيه ونقد النصوص هو واجب يقوم به، وأحياناً يُفرض عليه أن يعطي رأياً في محتوى معيّن، فالمسألة لا تخضع لرغبة بالتعبير عن الرأي. في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، ذابت كلّ هذه الفوارق، وهنا أنصح الكاتب أن لا يُعول على المديح، ولا يستاء من النقد السلبي، فالذائقة النقدية والرأي عُرضة للتغيير مع مرور الوقت".

بدوره قال نجم والي: "الخلاف حول هذا الموضوع بدأ قبل وسائل التواصل الاجتماعي، وباعتقادي فقد ظهر منذ ظهور العروض النقدية في الصحافة الورقية قبل سنوات طويلة، والإشكال هنا يكمن في غياب النقاد الكبار في هذا الوقت، فتاريخ النقد العربي والمعارك الكبرى التي كانت تدور بين النقاد لم تعد موجودة في عصرنا الحالي".

وتابع: "إنّ النقد ليس موجّهاً للكاتب بشكل رئيسي، بل هو للجمهور العام حتى يساعدهم على إفراز المحتوى الصالح من الطالح. كما أنّ النقد في بلادنا العربيّة يعدّ نوعاً من السلطة، الناقد يريد أن يُظهر أنه متسلط عليك ككاتب، بينما في أوروبا فإن النقد والعروض الأدبية التي تقدّم للكتب تُبنى على معيار الإعجاب بالكتاب، فلا يوجد شخص يقدم كتاباً أو نقداً لكتاب في صحيفة وبالتالي يروّج له وهو لا يعجبه أساساً. في نهاية المطاف وبشكل عام فإنّ النقد متراجع في الوطن العربي بسبب تراجع الدراسات الأكاديمية وهي إشكالية كبيرة بحاجة إلى وقفة جادة".

من جهته أكّد علي بدر أنّ أزمة النقد تعدّ موضوعاً عالمياً، وقال: "النقد درج منذ القرن التاسع عشر، وكان حتى الثمانينات يعدّ معياراً شرعيّاً عند الكاتب، فلا يمكن لهذا الكاتب أن تكون له أي مكانة أدبية بدون سلطة نقدية. اليوم باعتقادي لا وجود لناقد يعطي الشرعيّة لأي كاتب، قديماً كان الناقد يتوسّط الكاتب والجمهور، فيقوم بتفسير العمل الإبداعي أو الأدبي بشكل عام من جهة ويعطي له قيمة فنية باعتباره خبيراً في هذا المجال من جهة أخرى، وهذا الأمر نفتقده اليوم بشكل واضح".

 

مسرحية "حكاية لعبة"

تناولت المسرحية الغنائية الشيقة "حكاية لعبة" ظاهرة تعلق الأطفال بالألعاب الإلكترونية، وتدور أحداثها في محل ألعاب مهجور بسبب عدم اهتمام الأطفال بالدمى والألعاب المعروضة فيه، وتوجههم نحو الألعاب الرقمية والإلكترونية التي لا تلائم أعمارهم.

جاء ذلك في اليوم العاشر من أيام الدورة الـ41 من "معرض الشارقة الدولي للكتاب" التي تقام في "مركز إكسبو الشارقة" تحت شعار "كلمة للعالم"، حيث قدمها مجموعة من الفنانين، منهم أحمد النجار، وحسين المهدي، وهبة الدري، ووديمة أحمد، وإيمان فيصل، وملك أبو زيد، ومحمد المسلم، وجنى الفيلكاوي، وسعود الزرعوني.

تبدأ المسرحية بأغنية "كان ياما كان" بالممثلين المرتدين لأقنعتهم، ثم تظهر وديمة (ودّوم) وملك (ملّوك)، الأختان اللتان تلعبان لعبة "الغميضة" ويتفاعل الأطفال معهما خلال العد إلى الرقم عشرة، ويخبرون ودّوم بمكان اختباء ملّوك، ثم تذهب الشقيقتان لشراء لعبة.

وتدخل الأختان إلى محل ألعاب مهجور لتجدا دمى مهجورة إحداها مغطاة بغطاء أبيض، وعندما تنزعان الغطاء تظهر "باربي" التي تغني وترحب بهما، وينضم إليهن "بيتر بان"، حيث تسترجع الدميتان الذكريات حول ماضيهما، وتنضم "ميني ماوس" إليهما في أغنية راقصة.

وتتفاجأ الدمى بأن الأختين ليس لديهما أية دمية، وتتناقش الدمى مع الأختين حول سبب هجر الأطفال للدمى، وتوافق الأختان على مساعدة الدمى وإرشادها إلى مكان البطاريات في مخزن محل الألعاب، وتبدأ عملية البحث عن المخزن، وتظهر دمى المهرج (كلاوني) ومساعديه القردة والغول في أغنية راقصة خلال غيابهم، ويخططون لخطف الأختين.

وخلال محاولة الأختين العثور على البطاريات، تذكر ملّوك عيد ميلادها، فيظهر المهرج كلاوني وأتباعه للاحتفال بعيد الميلاد، ثم يسترجعون ذكرياتهم وكيف هجرهم الأطفال، وتتوالى الأغنيات الجميلة، الصاخبة منها والهادئة، مؤكدة على عدم اليأس والاستسلام، والتحلي بالصبر والتفاؤل والروح الإيجابية.

يشار إلى أن مسرح "معرض الشارقة الدولي للكتاب" سيقدم المسرحية الغنائية "حكاية لعبة" التي تناسب كافة الفئات العمرية يوم السبت الموافق 12 نوفمبر من الساعة السابعة والنصف حتى التاسعة مساءً، ويوم الأحد الموافق 13 نوفمبر من الساعة السادسة حتى السابعة والنصف مساءً.

 

"الطيور البنيّة المهاجرة"

استضاف جناح "روايات" التابعة لـ"مجموعة كلمات" حفل توقيع الإصدار العربي لكتاب "الطيور البنيّة المهاجرة"، وهو مجموعة قصصية للكاتب الصيني غِيْ فِيّْ الملقب "بورخيس الصين"، ترجمته إلى اللغة العربية يارا المصري، ووقعت الكتاب الصادر عن "روايات" خلال فعاليات "معرض الشارقة الدولي للكتاب" في دورته الـ41، تحت شعار "كلمة للعالم".

تتألف المجموعة من خمس قصص هي "الطيور البنية المهاجرة"، و"ذكرى السيد وو يو"، و"القارب الضائع"، و"تشينغ هوانغ - الأصفر المائل إلى الخضرة"، و"سي مطرّز"، بأسلوب تجريبي عال، واهتمام خاص بالزمن بوصفه أساس السرد القصصي.

يولي الكاتب في هذه المجموعة القصصية اهتماماً خاصاً بالزمن، وارتباطه بالإنسان ذاته دون تجريد وبعده المكاني وذاكرته، ويوحي بأن الكتابة تجلٍّ للزمن الإبداعي، حيث يقول: "غالباً ما نتحدثُ عن الأبعادِ المكانيةِ الثلاثة، بالإضافةِ إلى بُعدٍ زمني واحد، إِذَن هي أربعةُ أبعاد، والبُعدَ الأرجحَ الذي يمنحنا مغزىً هو البعدُ الزمني، ولا أعني بذلك أنَّ البُعد المكاني لا أهمية له".

تقول المترجمة المتخصصة بترجمة الأدب الصيني المعاصر أن الكتاب يتناول مفهوم الزمن، حيث يتنقل الكاتب بين الأزمنة والشخصيات، ويربط بينها بطريقة تجريبية، وأنها حرصت على نقل الدلالات الثقافية والاجتماعية المتعلقة بالثقافة التي تترجم منها، وأنها أجرت بحوثاً وقراءات متعددة، لفهم أبعاد تأثير كتّاب مثل بورخيس على الكاتب الصيني.

وتشير إلى أن الثقافة الصينية تشبه ثقافتنا العربية من ناحية القيم العائلية وحب الوطن، لكنها في الوقت ذاته تختلف عن ثقافتنا في جوانب كثيرة، وأنها حرصت على تعريف قرّاء العالم العربي بمبدعي الأدب الصيني من الكتّاب الجدد، وأنها أحبت هذا الكاتب تحديداً وقرأت أعماله الكاملة.

وتضيف: "يسرني أن أقدم هذا الكتاب الذي نستطيع من خلاله التعرف على الطريقة التي يتأثر بها كتّاب من ثقافات مختلفة بأدباء قرأنا لهم وأحببناهم، فهذه الترجمة تمنحنا نافذة للإطلال على الطريقة التي تأثر بها هذا الكاتب الصيني بالأديب بورخيس، والتعرف على حلقة التأثر من خلال الترجمة".

غِيْ فِيّْ من أهم الكتّاب التجريبيّين والمؤسسين لما يُعرف بتيار "أدب الطليعة" الذي ظهر في ثمانينيّات القرن الماضي بعد انتهاء الثورة الثقافية في الصين، وأُطلق عليه لقب "بورخيس الصين"، يقول: "أكتب ببطء شديد لخشية اختفاء الطيور البنية المهاجرة يوماً ما، إذ رأيت أن الزمن سيتلاشى باختفائها، قلقي ذاك وتنبهي إليها يشتتاني عن الكتابة ويحرماني السعادة التي أشعر بها غامرة حينما أكتب في سكون وهدوء بال".

وتقدمه إلى القارئ العربي للمرة الأولى المترجمة يارا المصري، التي ترجمت 13 كتاباً من اللغة الصينية إلى العربية، من أبرزها "شيء اسمه حجر، يليه كوكب مصر" للشاعر أويانغ جيانغ، و"زوجات ومحظيات" للروائي سوتونغ، و"معابد معتمة" للشاعر شي تشوان، وأحدثها "الطيور البينة المهاجرة" الصادر عن "روايات" والمتوفر في جناحها المشارك بدورة العام الجاري من المعرض.

 

"حديث الصباح والمساء"

حينما تخط أقدامك في معرض الشارقة الدولي للكتاب، لابد أن يلفت نظرك "استديو" مميز بعنوانه اللافت "حديث الصباح والمساء"، وهو اسم لإحدى روايات الأديب العالمي الراحل نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل للأدب، والتي تحولت فيما بعد لمسلسل تليفزيوني بنفس الاسم.

ومن لحظة دخولك إلى داخل الاستديو، ستقع عيناك على عدد من المشاهد أبرزها صور عديدة لـ"محفوظ" – الملقب بـ"أمير الرواية العربية"- وصور لصحف تضمنت أخباراً وصوراً عنه، فضلاً عن "أدوات القهوة والشاي"، التي تشبه ما كان يستخدمه محفوظ خلال كتاباته، حيث كان يبدأ يومه بزيارة مقهى الفيشاوي وتناول القهوة أثناء كتابة رواياته وقصصه التي لا ينساها التاريخ.

يمثل المكان استديو يتم خلاله إجراء مقابلات مع المشاهير المشاركين في المعرض، بحيث يكون مميزاً ومختلفاً ومعبراً في الوقت ذاته عن روح المعرض، بأن تتم المقابلة في ضيافة الأديب الراحل نجيب محفوظ.

ويرجع هذا الاختيار لأهمية نجيب محفوظ الأدبية والإرث الثقافي الكبير الذي خلّفه على مدار سنوات طويلة، بما يجعله خير ممثل للثقافة المعاصرة في معرض الشارقة الدولي للكتاب.

 

رحلة ثقافيّة

شارك كلٌ من الكاتب والصحفي بيكو ايير، والدكتور حمد بن صراي الكاتب والأكاديمي الإماراتي المختصّ بالتاريخ والسفر، الحضور تجارب وقصص عديدة من واقع حياتهم وتجوالهم وكتاباتهم عن السفر، وذلك خلال الندوة الثقافيّة "في المنزل داخل العالم"، والتي جمعتهم مع طلاب وحضور من مختلف الفئات، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب 2022، تحت شعار "كلمة للعالم".

وأكّد الدكتور حمد في بداية حديثة أنّ الإنسان إذا قرأ كتاباً في التاريخ فهو يُسافر به إلى هذا التاريخ، ولكن إذا كتب كتاباً في التاريخ فهو يستدعي التاريخ ليسافر إليه، فالأول يعتمد على ذاكرته وذهنه لتذكّر الأحداث وتخيلها، وربما يستمتع بحدث من أحداث هذا الكتاب أو كلّ أحداثه، أمّا كاتب التاريخ والمؤلف في هذا المجال الواسع فهو يغوص في أعماقه مستعرضاً تفاصيله وكافة جوانبه وهذا هو الفرق الأساسي بين الطرفين.

وقال: "من واقع مجالي وتخصّصي فأستطيع أن أقول أنّ التواصل الحضاري بين منطقة الخليج والعالم لم ينقطع أبداً على مدار التاريخ، وهناك العديد من المناطق الأثريّة والمتاحف التي تثبت هذا الأمر وتعرضه للمهتمين والمعنيين، هناك آثار كثيرة من مناطق مختلفة وثقافات عديدة. وأذكر في إحدى رحلاتي إلى بريطانيا للمشاركة في إحدى المنتديات، التقيت بعالم آثار ياباني وأخبرني أنه يعمل في مجال التنقيب عن آثار الفخار الفيتنامي، ولم يجده إلا في منطقة جلفار، فهذا الأمر دليل على ما سبق". واستعرض بن صراي تجارب عديدة مرّ بها أثناء سفره ودراسته للعديد من اللغات التي ساهمت في تعزيز معرفته وثقافته حول العديد من الحضارات والمخطوطات القديمة التي تروي الكثير على حدّ تعبيره.

من جانبه قال الكاتب والصحفي بيكو ايير المعروف بكتاباته عن السفر: "الحقيقة والواقع الذي نشاهده يختلف عما نسمعه، فعلى سبيل المثال قبل أن آتي إلى إمارة الشارقة، سألني شخص ما عن هذه الإمارة، فأخبرته بأنني سأذهب إلى معرض الشارقة الدولي للكتاب، فهذا فقط ما أعرفه في بادئ الأمر، لكن عندما وصلت بدأت أحسّ وأشم الأشياء عن قرب، وهذا ما يحرّك الشغف لدينا لاستكشاف الأمور والثقافات"

وأضاف: "أعتقد أن السفر يزيدنا تواضعاً، وأنا أحب كثيراً الثقافة والقراءة، ويسرّني أن أرى هذا العدد الكبير من طلبة المدارس يقبلون بشكل يومي على معرض دولي ضخم للكتاب للاحتفال بالكلمة والانفتاح على ثقافات العالم، فهذا الحدث يعطيك عينين أخريين تعزز بهما من ثقافتك وتجاربك وانفتاحك على العالم".

وتابع: "أرى نفسي محظوظاً جداً لقدرتي على السفر منذ أن كنت يافعاً، لأنني وجدت أماكن فعلاً شعرت فيها بالانتماء وكأنها ملكي ووطني، إنّ طبيعة أن أكون كاتباً يعني أن أشرح كل شيء مررت به، فأكتب كل التفاصيل وأسجّل الملاحظات حتى لا أنسى شيئاً، لأنه ليس من السهل أن أعود لنفس المكان مرة أخرى، يجب أن تكتب الأشياء وتدونها بمجرّد مرورك بها، ولذلك أحمل مذكرات صغيرة دائماً في جيبي حتى لا أفقد أو أنسى أي أمر مهما كان صغيراً".

 

رحلة ابن بطوطة

اتفق المتحدثون في جلسة "على خطى ابن بطوطة" على القيمة التاريخية والرمزية للتراث الثري الذي خلفته مدونات الرحالة العرب، باعتبارها من أهم الوثائق التي تعرفنا على ثقافات الشعوب وخصائصهم في الحقب القديمة، وما تمثله من مادة بحثية غنية حتى يومنا الحالي، رغم التطور الكبير الذي شهدته وسائل النقل والاتصالات والنشر.

جاء ذلك، ضمن فعاليات اليوم العاشر من معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تستمر فعاليات الدورته الـ41 حتى الثالث عشر من نوفمبر الجاري، ببرنامج غني بالفعاليات والعروض وورش العمل والجلسات الحوارية.

واستضافت الجلسة كلاً من الدكتورة كلوديا ماريا تريسو، المستشرقة الإيطالية والباحثة في جامعة تورينو، والتونسية دكتورة ليلى العبيدي، أستاذة الأدب في جامعة الشارقة، للحديث عن الأثر الكبير الذي لا يزال يمثله كتاب الرحالة المغربي "تُحفة النُّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، والمعروف برحلة ابن بطوطة، في الجلسة التي أدارها الكاتب والصحفي الأردني محمد أبو عرب، وبحضور سعادة نيكولا لينير، سفير الجمهورية الإيطالية لدى الدولة.

وكانت كلوديا تريسو، أول من ينقل كتاب ابن بطوطة إلى اللغة الإيطالية عام 2006، الذي دون فيه أخبار رحلته في القرن الرابع عشر. ما حذا بها إلى التركيز على أهمية الترجمة في مطلع حديثها، مختارةً أن توجهه بلغة عربية رصينة، قائلةً: "رغم أننا نعيش في عصر العولمة، ما تزال معرفة الحضارات الأخرى سطحية ومقتصرة على عدد ضئيل من الأشخاص". مستشهدةً بالقرآن الكريم في قوله تعالي: "وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا".

أما عن كتاب محمد بن بطوطة، فقد أكدت تريسو على أهمية رحلته قائلة: "إنها نصٌ أساسي لمعرفة جانب مهم من تاريخ القرون الوسطى في معظم أنحاء العالم المعروف آنذاك، على الرغم من كونها سرد لتجربة شخصية وليس كتاباً علمياً في التاريخ". مؤكدةً على الفارق الجوهري بين أدب الرحلات، الذي يوثق ككتاب ابن بطوطة، لمشاهدات الحياة اليومية للناس العاديين، على عكس كتابات المؤرخين التي تركز فقط على الشؤون الرسمية، وأصحاب السلطة.

من جانبها، قالت الدكتورة ليلى العبيدي، الحائزة على جائزة الشيخ زايد للكتاب في دورتها السادسة 2011/2012 أن الإنسان كان ولا يزال شغوفاً بالسفر والترحال، لكنه كان يتكبد الكثير من العناء فيه قديماً، مضيفةً أن ابن بطوطة وإن كان قد خرج في رحلته من طنجة بغرض الحج، إلى أنه كثيراً ما سعد بخروج القوافل التي رافقها عن مساره الأصلي طوال العقود الثلاثة التي استمرت فيها رحلته. مؤكدةً أن الوثيقة التي تركها لها قيمة أنثروبولوجية، وإثنولوجية، واجتماعية عظيمة لأنها عرفتنا على ثقافات الشعوب التي زارها ابن بطوطة، وخصائصهم، مع كم هائل يلخص كل جوانب حياتهم.

وأضافت العبيدي: "الرحالة عندما يتعرف على الشعوب الأخرى فإنه لا ينظر إليهم من منظورهم، بل من منظوره هو، لأن هنالك جانب من الذاتية في تلك الموضوعية التي يزعم الرحالة أنه يتحلى بها، ولا نستطيع مهما قلنا أننا نجانب الموضوعية أن نتحلى بها مائة بالمئة في أدب الرحلات، لأن الجانب الذاتي يطغى عليها".

واتفقت المتحدثتان أن رحلة ابن بطوطة وكتابه "تحفة الأنظار" هو كنز من المعلومات التي تمثل الآن جزءاً من التراث غير المادي ليس العربي فقط بل العالمي، نظراً إلى ترجمة هذا الكتاب إلى أكثر من 50 لغة حتى الآن، فالباحثون لا يزالون يستخدمون نصه ليعرفوا أكثر عن تاريخ الإسلام والعالم في القرون الوسطى من المغرب وشرق أوروبا حتى الصين والهند. مؤكدين على أن التفاصيل الدقيقة التي اعتنى بها في كتابته، والتي تطرقت لعامة الناس حتى النساء والأطفال الذين تجاهلهم المؤرخون بوصفهم من عامة الناس، كانت أول سجل مكتوب عن الكثير من المناطق في العالم.

 

"كيف تولد الرواية"

"كيف تولد الرواية؟" هو السؤال الذي تمحورت حوله جلسة نقاشية جمعت كل من الروائيين؛ يوسف رخا، وناصر عراق، ويوسف المحيميد، وانجيرو كوينانغي، ضمن فعاليات اليوم التاسع من معرض الشارقة الدولي للكتاب، للحديث عن تجاربهم في بداية الكتابة الروائية.

وعن سؤال الجلسة، التي أدارتها الكاتبة منى الرئيسي، بادر الروائي والصحفي ناصر عراق، صاحب كلاً من "العاطل" و"الأزبكية" و"نساء القاهرة دبي"، مجيباً عن هذا السؤال بالقول: "تبدأ الرواية من فكرة ملهمة، والروائي الجاد هو المشغول بالمجتمع وقضاياه، ليجسدها في سياق جذاب وممتع". ضارباً مثلاً بأعماله الأدبية، حيث استلهم من واقعة لقاءه بشاب ثلاثيني عاطل في مقهى بالقاهرة بطل روايته "العاطل" التي وصلت إلى القائمة القصيرة من الجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر العربية) عام 2012. فيما ألهمته عبارة في كتابٍ للمؤرخ المصري عبد الرحمن الجبرتي، يتحدث فيها عن قانون صادر من نابليون بونابارت يمنع فيه الجنود الفرنسيين من ركوب الحمير بسرعة في حواري القاهرة، لتكون منطلقاً لروايته التاريخية "الأزبكية".

وفي إجابته عن مدى تخوف الكُتاب من الاتهام بعدم الموضوعية رد الروائي يوسف رخا، مؤلف "كتاب الطغرى" و"التماسيح" و"باولو" الحائزة على جائزة ساويرس 2017، قائلاً: "الكتابة الإبداعية بطبيعتها شيء ذاتي يستحيل أن تكون موضوعية، وخاصة الكتابة في العلوم الإنسانية من الصعب أن تكون موضوعية بشكل تام، لأن وجهة نظر الكاتب تطغى عليها، والموضوعية الحقيقية تتحقق فقط في المسائل العلمية التي لا تقاس، ولكن المشاعر والأفكار لا تخضع للموضوعية بنفس الدرجة".

وأضاف رخا: "كل ما كانت رؤية الكاتب متماسكة وكونية وواسعة، فإنه يقدر على تجاوز شخصه، فأكثر ما يهدد الإبداع هو شخص وذات الكاتب". مشيراً إلى أن أجمل ما في الفن هو الذاتية، التي لا يشبه أي عمل أدبي فيها عملاً آخر.

بدوره، علق الكاتب والصحفي السعودي يوسف المحيميد، الذي اشتهر بروايته "الحمام لا يطير في بريدة" قائلاً: "الكتابة ليست أمراً سهلاً أو عادياً عابراً، فالكاتب يسير دوماً في حقل من الأشواك، يجب أن يكون فيه حذراً في التعامل مع الكلمة" مطالباً الكتاب أن يكونوا شجعاناً في كتابة ما تمليه عليهم ضمائرهم ومسئولياتهم والأمانة تجاه الكلمة. محذراً من أن يتحول النص الإبداعي إلى خطاب سياسي واجتماعي، بحيث يتوجب الفصل بين الآراء الفكرية والنص الإبداعي في جمالياته اللغوية والفنية.

من جانبها، شاركت الكاتبة الكينية وانجيرو كوينانغي، التي دُشنت الترجمة العربية لروايتها الأبرز "ويلات الاختيار" في الدورة الحالية من معرض الشارقة الدولي للكتاب، بالقول: "إن وظيفة أي عمل أدبي هو أن يعكس صورنا كما تفعل المرآة لنرى أنفسنا بوضوح". ذاكرةً على سبيل المثال الأحداث التي ألهمتها لكتابة روايتها، وهي الانتخابات الرئاسية الكينية عام 2007، وما تلاها من أحداث عنف راح ضحيتها المئات من الأبرياء. مؤكدة بالطبع على صعوبة أن يتناول الكاتب القضايا السياسية في عمله الأدبي دون عواقب وخيمة.

 

يجب تحصين عائلاتنا ووضع استراتيجيّة لمكافحة الظواهر السلبيّة

دور الأسرة في عصرٍ متغير الثقافات، هو محور الندوة الثقافيّة التي استضافت عضوي المجلس الوطني الاتحادي، صابرين اليماحي، وعبيد الغول، تحت عنوان "التفاعل المجتمعي الواعي"، وذلك ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ 41، تحت شعار "كلمة للعالم"، وتستمر حتى 13 نوفمبر الجاري.

وقال عبيد الغول في مستهل الجلسة التي أدارتها مريم الشريف: "عندما نتحدث عن الأسرة في هذا العصر المتغير، فلا بد من تناول دورها فيما يسمى بتحقيق الأمن الثقافي، فالأسرة هي من يحتوي الطفل وتقوم بدور أساسي فيما يكتسبه الفرد من قيم وعادات وتقاليد، والأدوار التي تؤديها الأسرة تتعرض لتحديات كبيرة بسبب العولمة وعصر الثقافة العالمية والانفتاح المعرفي، فلم تعد هي المرجع الوحيد المسؤول عن تنشئة الفرد، والانفتاح على الثقافات الأخرى ليس مشكلة بحدّ ذاته، ولكن لا بد من عدم الانسياق وراء تيار العولمة، ولا بد من تحصين عائلاتنا أولاً، وأن تكون هناك أيضاً استراتيجيّة وطنيّة لمكافحة الظواهر السلبيّة والتصدي لها للخروج بحلول بناءة".

وأضاف: "التطور التكنولوجي والثورة المعلوماتيّة خلقت تحديات كبيرة أمام التفاعل الاجتماعي الواعي، وأصبح هناك تكريس لمبدأ الفردية من خلال عيش الفرد في عالم افتراضي منفصل عن عائلته، لذلك لا بدّ من إدارة الأسرة بذكاء، من خلال عدم التركيز فقط على العمل بل لا بد من تحقيق التوازن بينه وبين الحياة الأسريّة، وكذلك ينبغي أن نتبع أسلوب الحوار في التعامل مع أفراد الأسرة، وتجنب العديد من الممارسات التي قد تقلل من الثقة بين أفراد الأسرة الواحدة، مثل التجسس على الأبناء أو التدخل الدائم في اختياراتهم بشكل صارخ، وكثرة الانتقاد واستخدام بعض الألفاظ والعبارات السلبية، وفي محصلة الأمر فإنّ الأسرة هي العامل الأول والأكثر أهمية في مسيرة خلق أسرة متماسكة وقادرة على إحداث التفاعل المجتمعي الواعي".

بدورها أشارت صابرين اليماحي إلى أنّ بداية غرس القيم لحماية الجيل الجديد يكون ما قبل ميلاد الطفل نفسه، وذلك عبر الاختيار الأمثل لربة الأسرة، لأنّ الأم تقع على عاتقها المسؤولية العظمى من التربيّة والتنشئة في ظل انشغال الأب في غالب الأوقات. وقالت: "بعد ذلك تأتي مرحلة ما بعد ميلاد الطفل، حيث لا بدّ من عدم التجاوز عن الأخطاء في صغره والركون إلى تعليمه مستقبلاً، لأن بداية التعليم تكون منذ مرحلة الرضاعة للطفل لتكوين أساس متين أمام الأخطاء والظواهر المجتمعيّة الدخيلة".

وأضافت: "الحوار بين الأم والأبناء في مختلف أعمارهم يعطيها نبذة عن شخصيتهم، ويمكن أن تستنبط أفكارهم وتوجهاتهم وبناء عليها تبدأ بتعديل هذا السلوك والأفكار بالطريقة المحبّبة، فنحن اليوم نستثمر في الأبناء لأجلهم ولأجلنا أيضاً في المستقبل. الدولة بنيت بسواعد رجال اهتموا بها وقدّموا لها كل ما يستطيعون، فلا بدّ من الاستمرار بالاهتمام بأفراد الأسرة للحفاظ على هذه المكتسبات".

 

زيارة

استقبل أحمد بن ركاض العامري، رئيس "هيئة الشارقة للكتاب"، في اليوم التاسع من معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ41 التي تقام في "مركز إكسبو الشارقة"، وفداً من الجمهورية العربية السورية، ضم معالي الدكتور دارم طباع، وزير التربية في الجمهورية العربية السورية، وسعادة السفير د. غسان عباس، القائم بالأعمال بالنيابة لدى سفارة الجمهورية العربية السورية، والوزير المفوض الدكتور زياد زهر الدين، القائم بأعمال القنصل العام في القنصلية العامة بدبي.

وناقش العامري، في لقاء جمعه مع الوفد، سبل تعزيز التعاون الثقافي، وأكد على أهمية معارض الكتاب ودورها الرئيسي في ترسيخ الروابط الثقافية ومد جسور الحوار والتواصل بين دول العالم العربي.

وقال أحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب: "إن الحراك الثقافي السوري قدم الكثير للثقافة العربية، ناشرين كبار، وأدباء، وشعراء، يفخر العرب بهم وبما أضافوه لمكتبة الإبداع والمعرفة الإنسانية، ونحن في (معرض الشارقة الدولي للكتاب) سعداء أن نكون منصة دولية لتقديم أعمالهم، والاحتفاء بتجاربهم، خاصة وأن المشاركة السورية هذا العام كانت مميزة على كافة المستويات، وظهرت باعداد دور النشر، وبالأسماء الأدبية التي تشارك في فعاليات المعرض".

وأضاف: "نؤمن في الشارقة برؤية وضعها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تتجسد في التمسك بالثقافة والمعرفة كمساحات واسعة للحوار والتواصل، والتأكيد على أن الكتب قادرة على فتح مسارات عمل مشترك بين البلدان العربية والأجنبية، نحو مزيد من التنمية، وبناء المجتمعات، والارتقاء بالوعي، لهذا يسعدنا اليوم استقبال وفد من الجمهورية السورية، ينظر باهتمام لرسالة المعرض ورؤيته، ويتطلع لمد جسور تواصل وتعاون مع الشارقة من باب الثقافة والأدب والفن".

يشار إلى أن "مؤتمر الناشرين" و"معرض الشارقة الدولي للكتاب" استضافا 59 ناشراً سورياً، وعدداً من من الشعراء، منهم عامر الدبك، وسليمان الإبراهيم، والدكتور عبدالرزاق الدرباس، وحمزة اليوسف، وفاتح البيوش، ويوسف الحمود، والدكتور أديب حسن، ومهند الشريف، والدكتور محمد بشير الأحمد، واسماعيل ضوا، وقمر صبري، إلى جانب نخبة من الشخصيات الأدبية الإعلامية السورية تشمل فادي عزام، وراما عماد قنواتي، وجان دوست.

 

معرض الثقافة والسلام

في أمسية شعرية مليئة بمحبة القصيدة والبوح وتذوق الكلمات أطرب الشاعر الإماراتي سعيد بن دري الفلاحي، جمهور الشعر النبطي في قاعة الاحتفالات بمركز إكسبو الشارقة، ضمن فعاليات معرض الشارقة الدولي للكتاب في نسخته الـ 41، الذي ينظم تحت شعار «كلمة للعالم»، ويستمر حتى 13 نوفمبر الجاري، حيث قرأ مجموعة من القصائد تنوعت في طابعها وسياقها ولونها الشعري، وحظيت باستحسان من جمهور الشعر الذي حضر هذه الأمسية، والتي أدارها الإعلامي حسين العامري.

هذه الفعالية الثقافية التي نظمتها هيئة الشارقة للكتاب، ضمن فعاليات الشعر في المعرض، افتتحها سعيد بن دري الفلاحي بأبيات افتتاحية ثمن فيها معرض الشارقة الدولي للكتاب، وهذه التظاهرة الدولية الخلاقة، ودورها العريق كمنصة للثقافة والسلام، مقدماً مدائح تليق بها، حيث قال:

مهرجان الشارقة كنز وذهب

يا عميد في الثقافة والسلام

لينشد مجموعة من القصائد تنوعت في مبناها ومعناها، وتغنت بقيم المحبة، وحملت ذلك النفس الذي تميز به شعر بن دري الفلاحي، وهو يراوح بين الهوى وروح الحكمة، من خلال مفرداته الشعبية القوية السبك، حيث أنشد «الهوى له فن»: وقال فيها:

الهوى له فن وسلوم وطرايق

والمحبة تحترم من يحترمها

انشدو لي حلوها والمر ذايق

 

مشكلاتنا تحتاج إلى علاج المسببات وليس الأعراض

جمع الدكتور خالد غطاس ومضات من وحي تجاربه على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث أضاء على أجزاء من حياته أمام متابعيه خلال جلسة أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، وأدارها الإعلامي حسين الشيخ. حيث أكد غطاس أنه يسعى إلى خطاب المجتمع ككل، ناصحاً بأن نعالج مشكلاتنا الاجتماعية من جذورها وأسبابها، دون التركيز إلى أعراضها، تماماً كالأمراض الجسدية.

وفي جلسة "ببراءتك وبطيبتك وبهويتك" التي حظيت بإقبال جماهيري كبير من قبل متابعي غطاس، أكد أنه منذ بداياته في خطاب الجمهور وهو لا يقتنع بأن مجتمعاتنا وحضارتنا وثقافتنا العربية هي ما نراه سائداً على وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ما جعله يسعى إلى أن يكون جزءاً من جهود التوعية في محاولات مستمرة لبناء الأفكار الواعية في أعماق الناس.

وأشار الدكتور غطاس إلى إيمانه العميق بأن الناس تميل إلى سماع الرسائل الراقية، وهي إشارة أمل بمستقبلنا، ومن هنا فإنه يعمل على إضاءة الأسئلة والتركيز عليها، لأنه يعتقد أن إثارة الأسئلة أولى من طرح الإجابات، لأن السؤال يفتح باب المعرفة، عكس الجواب، الذي يغلق باب المعرفة، وأن مهمته فتح أذهان الناس من أجل أن يكونوا مؤهلين لاستنتاج الإجابات بلمحة أو ومضة يقدحها أمامهم.

وأكد غطاس أنه يتعاطى في خطابه مع المنظومة العامة للمجتمع، ويسعى إلى علاج الأمراض المتأصلة، ولا يلتفت إلى المشكلات العرضية، لافتاً أن الأمراض الاجتماعية هي كالجسدية تماماً، لها مسببات أصلية ولها أعراض جانبية، ومن الخطأ أن نعالج أعراض المرض ونترك المسببات.

ولفت الدكتور غطاس إلى اعتقاده بأن هناك أشياء يجب أن ينخرط الإنسان بصدق في التفاعل معها، وأن كل إنسان مسؤول عن إحداث تغيير ما، صغيراً كان هذا التغيير أم كبيراً، ولكن لا بد من التغيير، ووجود الإنسان في هذه الحياة يعني أنه قادر على الفعل والتفاعل معها، لذلك فإن علينا إشعار الناس بفاعليتهم وأهميتهم من خلال تحميلهم المسؤولية، وتصحيح مسار الحياة إلى الأفضل هو مسؤولية جماعية ينبغي على كل واحد أن يأخذ حظه منه.

وأشار غطاس إلى أنه لا يطرح نفسه في المجتمع على أنه طبيب أو مرشد نفسي، ولكنه يسعى إلى زرع بذور التغيير في المجتمع من خلال رسائله التي يبثها عبر منصات التواصل الاجتماعي.  وحول تجربته في التأليف، نوه إلى أن فكرة كتابة الكتاب هي فكرة الهوية التي يمكن أن يتمكن من خلالها الكاتب بأن يصنعها لنفسه بين الجمهور، وأن أسعد لحظات حياته عندما يرى أنه صنع معنى في حياة الآخرين.

 

"على أنغام البيانو والكمان"

احتفاءً بإيطاليا ضيف شرف الدورة الـ41 من "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، استضافت فعاليات المعرض حفلاً موسيقياً كلاسيكياً أحيته "اللجنة الوطنية الإيطالية الموسيقية".

وقدم الثنائي الإيطالي، النجمان الصاعدان في المشهد الموسيقي الإيطالي جينارو كارداروبولي على الكمان، وفيورينزو باسكالوتشي على البيانو، خلال الحفل الموسيقي عدداً من المعزوفات الكلاسيكية التي تجمع دفء البيانو وحنين الكمان.

وجاءت استضافة الحفل الموسيقي خلال فعاليات دورة العام الجاري من المعرض، التي تقام في "مركز إكسبو الشارقة" تحت شعار "كلمة للعالم"، تجسيداً لرؤية المعرض في تعزيز التواصل والحوار الثقافي مع دول العالم، حيث تشكل الموسيقى لغة عالمية تتواصل من خلالها الثقافات والحضارات.

ويعد عازف الكمان الإيطالي جينارو كارداروبولي واحداً من أفضل المواهب الإيطالية الشابة، حيث نال جائزة "أفضل فنان شاب للعام 2022"، بعد إجماع لجنة التحكيم المؤلفة من 17 عضواً، وسبق له العزف في أوركسترا ساليرنو السيمفونية، وأوركسترا ميلانو، والأوركسترا السيمفونية الصقلية.

وحصل عازف البيانو الإيطالي فيورينزو باسكالوتشي على جائزة "جوزيبي سينوبولي" تقديراً لإنجازاته الفنية ومسيرته الموسيقية، وتسلم الجائزة شخصياً من قبل الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا خلال حفل رسمي في "قصر كويرينال" بالعاصمة روما.