+A
A-

«كتابك مرآتك» مرآة تفاعلية في جناح جمعية الناشرين الإماراتيين

الاحتفاء بالكتاب حاضر بمختلف الأشكال والوسائط في النسخة 41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، مقدمة «كلمة للعالم» من خلال الصفحات والأغلفة والمتون الزاخرة، والرفوف المليئة بالعناوين في شتى أشكال المعرفة، وباعثاً رسالة عميقة عن أهمية المعرفة، كجزء من مشروع الشارقة الثقافي والحضاري، ومقدماً صورة للتواصل الإنساني عبر الكتاب، وصورة أخرى لذواتنا، حيث تبرز المعرفة مرايا عديدة للذات وللآخر وللعالم.

جمعية الناشرين الإماراتيين ابتكرت في جناحها طريقة تفاعلية، من خلال مرآة تفاعلية تنتصب في ركن الجناح، كتب عليها بالخط العريض «كتابك مرآتك» يقف أمامها رواد النسخة 41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، لالتقاط الصور التذكارية للتصوير مع كتبهم التي اقتنوها من المعرض، أو مع أصحابهم الذين يرافقونهم في جولتهم المعرفية بين الأجنحة.

المرآة التي تحتل مساحة واسعة من ركن الجناح تقدم رسالة عن أهمية القراءة في تطور الشعوب وكونها مرآة للنفس وللروح تفتح مساحات عديدة داخل نفوسنا وتبدد ظلمات ومناطق معرفية مجهولة، وهذه القيمة المعرفية للكتاب تلخص أهميته الأبدية وحضوره الدائم في الفعل والتعبير البشري الثقافي. 

يشارك جناح الجمعية أيضاً بمشروع «منصة» وهو ركن تشجيعي رائد لدعم الناشرين، حيث يتيح لهم المشاركة في المعرض، ضمن جناح الجمعية، بشكل مجاني، ودعماً للكتاب والناشرين وحركية التأليف والنشر.


أنتم قراء اليوم لكنكم صنّاع المستقبل

وجّه مؤلف كتب الأطفال واليافعين الإيطالي لويجي باليريني، عدداً من الرسائل التحفيزية لليافعين بشأن المستقبل، وأوضح أنه لم يكن ليعمل ككاتب على الإطلاق بسبب اهتمامه بدراسة الطب والعمل به، إلا أنه اتجه لعالم الكتابة، وأصدر كتباً للمراهقين، مشيراً إلى أنهم فئة يصعب مخاطبتها بالكتابة، وليس من السهل الوقوع في الخطأً حتى لو كان صغيراً عند الكتابة لهم.

وقال باليريني خلال جلسة "قراءة المستقبل" التي أقيمت ضمن فعاليات الدورة الـ 41 من "معرض الشارقة الدولي للكتاب، موجهاً حديثه للحضور من اليافعين: "يمكنكم أن تصبحوا كتاباً، فما تقرؤونه في الكتب والصحف، وما تسمعونه من الأشخاص في الشارع من الممكن أن يكون ملهماً لكم"، ضارباً المثل بأشهر مهندس في برشلونة الإسبانية الذي كان يقول إنه أخذ الإلهام من الشجرة خارج نافذته، وبات بعد ذلك أفضل المهندسين في العالم.

وتابع باليريني: "انظروا إلى الوقائع واتركوا حياتكم للشغف، على أن تكون آذانكم وعيونكم مفتوحين والقصة هي التي ستلتقي بكم؛ فالقصص كالقطط إذا كان لديك قطة في المنزل وجاءت إليك وأفسحت لها المجال وأظهرت بعض المشاعر فهي ستأتي".

وقال للشباب: "أنتم قراءٌ اليوم ولستم قراء المستقبل، لكنكم ستصنعون المستقبل، فقيمة الكتابة التي أدونها متاحة لكم لتكونوا حذرين، فأنا أحب أن أكتب لكم، لأني أؤمن أنكم من يبنون المستقبل".


ودعا باليريني الشباب من أخذ حذرهم حتى يكونوا قادرين على العيش في المجتمع الجديد، مضيفاً: "هناك نوع من المسؤولية بالكتابة لكم، لكنه أمر جميل ورائع بالنسبة لي، فهي امتياز لأنها ترغمني على أن أبقى شاباً حتى لو كنت في سن الستين“.

 

الدحيح" يقدم حلقة حية من برنامجه

وسط تصفيق حماسي، دخل صانع المحتوى أحمد الغندور المعروف بـ (الدحيح)، على جمهور معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي امتلأت به قاعة الاحتفالات، مقدماً على خشبة المسرح، ما يشبه حلقة حية من برنامج "الدحيح"، الذي يقدمه منذ العام 2014 على منصة يوتيوب، محققاً أكثر من 250 مليون مشاهدة منذ انطلاق برنامجه.

جاء ذلك، ضمن فعاليات اليوم الخامس، من الدورة الحادية والأربعين من المعرض، حيث قدم "الدحيح"  مادةً علمية غنية لجمهوره، بدى فيه محتواه أكثر تفاعلاً وعفوية، وهو يقدمه بعيداً عن كواليس الشاشة الصغيرة، والاستديوهات.

ومع صعوده إلى المسرح، أعرب الغندور عن سعادته في أن يقدم محتوى برنامجه بين فعاليات المعرض، مضيفاً أنه من الجميل أن يرى الجمهور أمامه مباشرةً من المسرح، لا كمجرد أرقام مشاهدات على الإنترنت، بل أناساً ووجوها يمكن له أن يتفاعل معها مباشرةً.

وأخذ الغندور جمهوره في رحلة علمية، بنفس أسلوبه المرح في تبسيط العلوم، ليخوض في موضوعات متنوعة، في العلوم الطبيعية، والتاريخ، والاقتصاد، والتقنية، حيث توقف عند (الإبتسامة) كلغة قادرة على تجاوز المسافات والاختلافات بين البشر.

وتطرق اللقاء، إلى العديد من المواضيع العلمية المتشعبة، التي نسج منها الدحيح سرداً قصصياً شيقاَ للاهتمام، حيث بدأ في الحديث عن وظائف جسم الإنسان، منطلقاً من اختراع المقصلة في القرن الثامن عشر بفرنسا، مروراً بمحطات مهمة في تاريخ العلم، والنظرة التي كان يقلل عبرها العديد من العلماء في أوروبا من شأن الشعوب الإنسانية الأخرى، بصورة أثرت على موضوعية دراساتهم.

ولم تخلو الفعالية، من العديد من المعلومات الجديدة التي شكل عرضها مادة مسلية لغير المتخصصين، كقدرة الدماغ البشري على احتواء نفس الكم من البيانات الموجودة على كامل شبكة الانترنت، واستهلاكه لـ20% من طاقة الجسم، رغم أنه يمثل 2% فقط من وزن الإنسان، في الوقت الذي نوه فيه الدحيح إلى كون الأنف عضواً مهمشاً، في مقابل العين والأذن، رغم أهميتها التطورية، وتأثيرها البالغ على حاسة التذوق.

وأكدت هذه الفعالية على الدور الكبير الذي يقوم به صناع المحتوى الرقمي، ممن يقدمون مادة علمية ومعرفية، حتى أصبحوا مرادفاً معاصراً للكتاب والمؤلفين، الذين يستعينون بأبحاثهم وكتاباتهم في الأساس لإعداد موادهم، بحيث تصبح بسيطة وفي متناول الأجيال الشابة، ما يوفر سهولةً أكبر للتعلم واكتساب المعارف عبر المحتوى الصوتي والمرئي، مقارنة بالمراجع العلمية والكتب المتخصصة. 

وأعرب الغندور عن سعادته بأن يكون ضيفاً على معرض الشارقة الدولي للكتاب، فهو فخور بأن يشهد معرضاً عربياً للكتاب أصبح من أكبر المعارض في العالم، قائلاً: "إن ما قدمته على خشبة المسرح كان نتاجاً لعمل فريق جماعي، جاء ليترجم الرحلة التي خضناها في الدحيح، من باحث شاب يقدم محتوى على اليوتيوب من منزله، إلى ما أصبح الآن منظومة متكاملة من الباحثين وصناع المحتوى"، وأضاف الغندور: "أعتبر نفسي فخوراً لكوني جزء من فريق الدحيح، لأننا نعتبر أن ما يقدمه برنامجنا هو مكتبة علمية مرئية  بشكل مبسط باللغة العربية. 

 

أعمدة الإنارة الحية" تضيء البسمة"

مظاهر مختلفة تحتفي بالثقافة والفن، وتستهدف مختلف الفئات العمرية في الدورة 41 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، والذي ينظم هذا العام تحت شعار "كلمة للعالم"، ومن تلك العروض الفنية والموسيقية والأدائية الراقصة التي تجوب ممرات أكبر معرض دولي للكتاب في العالم.

من هذه العروض التي تصنع الفرح وتنشر السعادة عرض "أعمدة الإنارة الحية"، الذي قدمته فرقة فنية تجوب ردهات المعرض، يجري وراء عناصرها الأطفال ويلتقط صورهم الكبار وهو يقدمون مجموعة من الحركات الراقصة والبهلوانية.

وتدور فكرة هذا العرض الفني والترفيهي حول أهمية الكتاب كمصباح مضيء للعقول، ينير لنا طريق الحياة، من خلال حركات أدائية على أنغام موسيقية قدمه أعضاء الفرقة الاستعراضية، الذين يرتدون أزياء تشكلت من خلال الأضواء والزخرفات اللامعة. 

وتتعدد الأنشطة الترفيهية في كل جانب من جوانب معرض الشارقة الدولي للكتاب، جامعة زواره تحت مظلة الثقافة والفن، ومقدمة مختلف أنواع العلوم والمعارف من خلال قوالب مختلفة، تجذب الزوار بمختلف توجهاتهم، وتخاطب قلوبهم وعقولهم في طابع من الترفيه والتعلم والمرح.