العدد 5081
الإثنين 12 سبتمبر 2022
banner
مواقف إدارية أحمد البحر
أحمد البحر
لا أدري لِمَ تصرفت هكذا؟
الإثنين 12 سبتمبر 2022
  • قد نتفق سيدي القارئ على أنه “لا شيء أكثر إحباطًا للقائد من موظف يرفض القيام بمهمة ما لأنها “ليست وظيفته”. ما رأيك؟ أليس هذا ما يحدث أحيانًا؟ أكاد فعلًا ألمس اتفاقك مع ما ورد في هذه المقولة وهي لخبير القيادة الإدارية جون سي ماكسويل. في هذا السياق قد تنقلنا الذاكرة إلى مواقف خبرناها وربما عشناها خلال فترة اشتغالنا في العمل الإداري وربما لا تزال عالقة في ذاكرتنا.
  • في هذا المسار أستذكر موقفًا وددت أن أعرضه أمامك سيد القارئ وهو قد يعكس وإلى درجة كبيرة التوجه الذهني (attitude) لدى صاحبه. قد يترجم هذا التوجه بالسلبية وعدم الرغبة في التعاون من قبل الرئيس وقد يكون عكس ذلك بمفهوم وقناعات المرؤوس. أترك لك الحكم في هذا وإليك الموقف:
  • طلب الرئيس التنفيذي من أحد المديرين القيام بإعداد دراسة وخطة عمل حول مدى توافر الإمكانات اللازمة والمؤهلة لحصول المؤسسة على شهادة الجودة، وأبلغه بأنه في حال وجود الفجوة بين متطلبات هذه الشهادة والإمكانات الحالية فعليه يضع البرامج التأهيلية المطلوبة كما طلب منه رئاسة الفريق المختص بهذا المشروع. ذكر الرئيس الأسباب التي دعته لاختياره لهذه المهمة وأعطاه صلاحيات واسعة لتنفيذها وأكد له دعم ومساندة الإدارة التنفيذية.
  • لم يتطلب الأمر الكثير من الوقت لكي يتخذ قراره فقد قام المدير بالرد قائلًا: أنت تعلم سيدي بأن هذه ليست من مهام وظيفتي ولكني لا أجد ما يمنع القيام بها إذا تمت الموافقة على الشروط التالية: 1) أن يتم توظيف خبير للمساعدة، 2) إشراك مدير آخر معي ونقل عدد من الموظفين للعمل ضمن فريقي، 3) صرف مكافأة مالية لي ولأعضاء الفريق، 4) إعفائي من القيام ببعض مهامي الاعتيادية و.. قاطعه الرئيس مخاطبًا السكرتير: اطلب من مسؤول الموارد البشرية حضور الاجتماع معنا الآن.
  • طلب الرئيس من مسؤول الموارد القيام بتلك المهمة بعد أن شرح له تفاصيلها وكان رد الأخير: يسعدني ذلك سيدي وشكرًا لثقتكم. بهدوء خرج المدير ولسان حاله يقول: لا أدري لم تصرفت هكذا. كان عليّ الموافقة وإثبات ولائي للمؤسسة.
  • ما رأيك سيدي القارئ في موقف هذا المدير؟
صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية