العدد 5051
السبت 13 أغسطس 2022
banner
الشراكة الحقيقية مع القارة الإفريقية
السبت 13 أغسطس 2022

تجذب القارة الإفريقية أنظار واهتمام القوى العالمية التي تتنافس فيما بينها لتعزيز تواجدها وعلاقاتها مع دول القارة، حيث ترى في ذلك مخرجًا للعديد من الأزمات والمشكلات، وبمثابة إضافة قدرات ومزايا استراتيجية لا يمكن تحقيقها إلا من خلال بناء شبكة قوية مع تلك القارة التي تزخر بموارد طبيعية وبشرية هائلة.
فبعد جولة إفريقية لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في نهاية يوليو الماضي - شملت الكونغو وأوغندا ومصر وأثيوبيا - لتنمية علاقات بلاده مع البلدان الإفريقية، وفي ظل اهتمام الصين والدول الأوروبية بتنفيذ مشاريع في إفريقيا، كشفت واشنطن في 8 أغسطس 2022م عن وثيقة جديدة لإعادة صياغة شاملة لسياستها في إفريقيا، وذلك بالتزامن مع قيام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بجولة إفريقية ثانية شملت جنوب إفريقيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية ورواندا، مؤكدا خلال مؤتمر صحافي مع نظيرته الجنوب إفريقية ناليدي باندور أن بلاده تريد شراكة حقيقية مع إفريقيا، ولا ترغب في تجاوز نفوذ القوى العالمية الأخرى في القارة، قائلا: “نتطلع قبل كل شيء إلى شراكة حقيقية بين الولايات المتحدة وإفريقيا، لا نريد علاقة غير متوازنة”.
الوثيقة الأميركية الجديدة تؤكد أهمية إبقاء المنطقة مفتوحة ومتاحة للجميع، وتعطي أهمية كبيرة للجانب الاقتصادي وزيادة التبادلات التجارية والاستثمارات، في دليل على تغير ترتيب وتقدم القارة الإفريقية ضمن اهتمامات وأولويات السياسة الخارجية الأميركية، نظرًا لما يطرأ على النظام الدولي من تغيرات، وما يشهده من أزمات وصراعات تفرض البحث عن مخارج وحلول غير تقليدية، وإنشاء علاقات مع دوائر أخرى تعطي المزيد من النفوذ والقوة للدولة.
في إطار الاهتمام العالمي بالقارة الإفريقية، فإن الدول العربية تمتلك مزايا ومقومات قد تمنحها التفوق وتضمن لها مكانًا مميزًا بالقارة الإفريقية وتجعلها الأكثر قبولا من حكومات وشعوب دولها، إلا أن الأمر بحاجة إلى تحرك جماعي، وصياغة استراتيجية عربية موحدة ومتكاملة لتحقيق الأهداف والمصالح العربية الإفريقية المشتركة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .